Tuesday 8 May 2012

أنا مؤمن بأن كل مصائب السودان من صنع المؤتمر الوطنىحاتم السر: أنا مؤمن بأن كل مصائب السودان من صنع المؤتمر الوطنى الاتحاديون سيبقون شوكة حوت فى حلق أعداء الديمقراطية شن القيادي بالحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل حاتم السر، هجوما عنيفا اليوم على المؤتمر الوطنى متهما اياه بأنه وراء كل الأزمات التى يتعرض لها السودان،مضيفاً:إننى من المؤمنين بان كل مصائب البلاد من صنع المؤتمر الوطنى، وحمله مسؤولية تدهور الأوضاع بالبلاد. وقال القيادي الاتحادى الذي يتولى مهام الناطق الرسمى باسم حزبه فى حوار أجرته معه صحيفة الاهرام اليوم السودانية ان الحزب الاتحادى الديمقراطى لا يربطه زواج كاثوليكي مع الحكومة على حد وصفه،مشيراً الى أن كل الاحتمالات مفتوحة أمام حزبه على مصراعيها،وملمحاً الى ان كل المعطيات تشير إلى أن قطار المشاركة يوشك أن يدخل محطته النهائية،مؤكداً الى أن الحزب الاتحادي لن يصبر أكثر مما صبر على تجاوزات وممارسات المؤتمر الوطني الاستفزازية.وكشف السر إن علاقات الاتحاديين مع بقية القوى السياسية السودانية الأخرى أفضل بكثير من علاقتهم مع المؤتمر الوطني، وأرجع السبب لوجود ثقة متبادلة ورصيد من العمل المشترك بين الاتحاديين وتلك الأحزاب عدا المؤتمر الوطنى.وقال لن نسمح لمشاركة حزبنا الرمزية في السلطة أن تكون سبباً للتنكر لعلاقاتنا الأصيلة مع القوى السياسية السودانية.وقال السر إن المؤتمر الوطني يستهدف الحزب الاتحادي ويعمل على إضعافه ومسحه من الخارطة السياسية، ولكن أزف لهم البشرى بأن الاتحادي الديمقراطي سيبقى بمثابة (شوكة حوت) في حلق أعداء الديمقراطية، كما سيقف خنجراً في خاصرة أعداء الحرية. وتطرق الى احداث هجليج قائلا أن عودتها المتوقعة إلى حضن الوطن ليست نهاية المطاف،مشيراً الى أن هناك معارك أخرى غير عسكرية ذات طابع سياسي واقتصادي ودبلوماسي تنتظر السودان،وأضاف أن التعامل معها يتطلب إعمال العقل والفكر وليس العاطفة، وتحتاج إلى الابتعاد عن روح الانتقام وتتطلب السمو فوق الجراح والتغاضي عن التجاوزات،وطالب السر بسرعة التوجه بصدق نحو تهيئة المناخ الملائم لانطلاقة الحوار والتفاوض الجاد بين الدولتين لحسم كافة القضايا العالقة بينهما، بما يحقق مصالح الشعبين ويؤسس لجوار أخوي وعلاقة متميزة لبلدين كانا بلداً واحداً قبل الانفصال والمفاصلة. ودافع السر عن لقائه برئيس حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم بلندن قائلا:هم شكاؤنا فى الوطن نافياً وجود قطيعة بين الحزب الاتحادي وحركة العدل والمساواة،مؤكداً وجود تعاون وتنسيق محكوم بمذكرة تفاهم موقعة بين الطرفين. وفتح السر النار على بعض وسائل الإعلام التى وصفت لقائه برئيس حركة العدل والمساواة بانه مؤامرة على السودان،متهماً إياها بأنها تدور فى فلك المؤتمر الوطنى وتنظر للمسائل بمنظاره. وأشاد السر بشباب الحزب الاتحادى الديمقراطى وحيا مواقفهم النضالية وإستغرب من بعض القيادات الحزبية التى تنظر الى الشباب على أنهم مجرد (عيال) وأعاب عليهم إتهامهم للشباب بأنهم أدوات يتم تحريكها بواسطة قيادات حزبية أخرى لتصفية حسابات ليسوا طرفاً فيها،وقال:شباب الحزب أكبر وأنضج من أن يسمحوا لأى شخص أن يستغلهم. فيما يلى نص الحوار الناطق الرسمي باسم الاتحادي الأصل حاتم السر في حديث من نار: أنا من المؤمنين بأن كل مصائب السودان من صنع المؤتمر الوطنى حوار - محمد الخاتم (كنت واثقاً من استعادة هجليج ولكن....) (المشاركة الرمزية لحزبنا لن تكون سبباً للتنكر لعلاقاتنا القديمة مع الأحزاب..)، (شهادتي في تقييم المشاركة مجروحة ولا أعتقد أن مولانا الميرغني سيقبل بوضع مائل كهذا..)، (الاتحادي لن يصبر أكثر على تجاوزات الوطني الاستفزازية وينبغي ألا تكون المشاركة سبباً لتأخير بناء الحزب وتفعيله.. )هذه وغيرها كانت جزءاً من إفادات الناطق الرسمي للاتحادي الأصل حاتم السر في حواره مع (الأهرام اليوم) من مقر إقامته في لندن، فإلى مضابط الحوار: * دعنا نبدأ بهجليج، ما تقييمك لما كان وما سيكون؟ - بالنسبة لي كان متوقعاً أن تعود هجليج إلى حضن الوطن العزيز، وكنت واثقاً من ذلك، ولكنني كنت وما زلت مهموماً بأن هناك معارك أخرى غير عسكرية ذات طابع سياسي واقتصادي ودبلوماسي تنتظر السودان، فماذا نحن فاعلون لها؟ علماً بأن التعامل معها يتطلب إعمال العقل والفكر وليس العاطفة، وتحتاج إلى الابتعاد عن روح الانتقام وتتطلب السمو فوق الجراح والتغاضي عن التجاوزات، والتوجه بصدق نحو تهيئة المناخ الملائم لانطلاقة الحوار والتفاوض الجاد بين الدولتين لحسم كافة القضايا العالقة بينهما، بما يحقق مصالح الشعبين ويؤسس لجوار أخوي وعلاقة متميزة لبلدين كانا بلداً واحداً قبل الانفصال والمفاصلة، التى غرست نيفاشا بذرتها في تربة السودان الواحد الموحد فأحالته إلى دولتين متحاربتين. * بالإشارة للمعارك السياسية التي ذكرتها، أنت هاتفت مؤتمر حزبك بالولايات المتحدة مطلع الشهر الحالي من مقر إقامتك بلندن، وقلت إن مشاركة الاتحادي في الحكومة لن تحول دون السعي لإحداث التغيير، كيف يستقيم أن يسعى حزب لإسقاط حكومة هو جزء منها، أم أي تغيير تقصد؟ - أولاً أنا لم أقل بذلك إطلاقاً وأدعوك لإعادة قراءة نص كلمتي لمؤتمر الحزب بأمريكا لتقف على حقيقة ما قلته، وأنا والحمد لله ما زلت بكامل وعيي ولم أُصب بالزهايمر وأعرف جيداً ماذا أقول وأين ومتى!! وحتى نضع حداً لهذا الجدل أنا قلت حرفياً الآتى: (... وعلينا أن نضع في اعتبارنا حقيقة أن النهوض بحزبنا وإصلاح حاله وتفعيل أدائه أمر ممكن، حتى في ظل قيود المشاركة التي قللت من فاعلية الحزب وشلت حركته، وأدمت وما زالت تدمي قلوب الاتحاديين المخلصين). هذا نص ما قلته، وإذا كان خطأ فإني أقبل بالمحاسبة، وإذا كان مستحيلاً فإني أعتذر عن الشطحات. هذا ما قلته وأكرره عبر صحيفتكم الغراء؛ ينبغي ألا تكون المشاركة سبباً لتأخير بناء الحزب وتفعيله. وبعبارة أخرى أنا قلت ما ظل يردده مولانا السيد الميرغني حينما يسأل عن المشاركة فيقول: التحدي ليس في أمر المشاركة أو عدمها، بل هو في تحقيق الأهداف على مستوى الوطن (الوفاق والسلام)، وعلى مستوى الحزب (التنظيم والتفعيل)، وعليه ينبغي ألا تكون المشاركة حجر عثرة أو عقبة في طريق تحقيق الأهداف المرسومة. * المفارقة أنك أطلقت دعوتك من لندن خلال مخاطبة آخرين من حزبك في الولايات المتحدة، الأمر الذي يجعل تأثير الدعوة بالداخل شبه صفري، ما هو سر بقائك بالخارج واعتزال الوطن؟ أنت متهم بأنك تهرب إلى الأمام؟ - من قال لك إني استهدفت بخطابي جماهير الشعب السّوداني بالداخل؟ خطابي بالدّرجة الأولى موجّه للأشقاء الاتّحاديين المؤتمرين في واشنطون، فإذا تعدّاهم إلى غيرهم عبر الوسائط المتاحة في عالم اليوم الذي قيل إنه أصبح قرية كونية يكون خيراً وبركة، وإذا لم يخرج من واشنطون يكون قد أدى غرضه تماماً. أما سؤالك عن بقائي بالخارج فالإجابة قلتها من قبل وأكررها الآن، أنا موجود بالخارج لارتباطي بمهام أكاديمية تخصني ولست معزولاً عن قضايا الوطن وقضايا الحزب، وأقوم بمهامي الوطنية على أكمل وجه وأتابع ملفات في غاية الأهمية، وعليك أن تعلم أن الشأن السوداني لم يعد محلياً بحتاً وتأثير الخارج عليه أكبر وأخطر من تأثير الداخل. أما بخصوص اتهامك لي باعتزال الوطن والهروب إلى الأمام فبدون أن أسهب في ارتباطي بالوطن، أود أن أؤكد لك أنه بالرغم من الابتعاد عن الأهل والبلد إلا أنني موجود في قلب الأحداث على مستوى الحزب والوطن، ولم تنقطع اتصالاتنا مع كل القطاعات في الحزب، كما أن وجودي بالخارج أتاح لى إنجاز العديد من القضايا المهمة ويعلم بتفاصيلها من يهمه أمرها، وأنا لا أعتزل الوطن ولا أزهد فيه، فالوطن ليس الأرض التي ولد الإنسان فيها فحسب، ولا حتى مكان إقامته وإقامة عشيرته وأهله.. فللوطن معان أخرى أبعد وأعمق من ذلك بكثير لا يمكن التجرد عنها أو التخلي عنها، والحمد لله الإحساس بالوطنية والارتباط بالوطن لم يفارقنا أبداً، فالوطن يعيش في دواخلنا ونحن نخدمه بتجرد ونعشقه بصدق لأن حب الأوطان من الإيمان. وأنا مستعد لأفدي وطني بدمي وروحي لأنك عزيز أنت يا وطني رغم آهات المحن. * التقيت مؤخراً برئيس العدل والمساواة، هل كان الاجتماع بتكليف من قيادة الحزب أم بمبادرة من شخصك؟ وإن كان تكليفاً من القيادة هل هو بغرض التنسيق بين الحزب والحركة؟ أم وساطة من واقع شراكتكم مع المؤتمر الوطني؟ أم ماذا بالضبط ؟ - لقائي مع الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة لم يكن استثناءً، فالرجل على المستوى الشخصي تربطنا معه معرفة قديمة وأواصر صداقة ممتدة، ودائماً نتبادل معه ومع بقية قيادات الحركة اللقاءات، أما على المستوى التنظيمي فلا توجد قطيعة بين الحزب الاتحادي وحركة العدل والمساواة، بل يوجد تعاون وتنسيق محكوم بمذكرة تفاهم موقعة بين الطرفين، وما دار في اللقاء تم إعلانه في حينه، وأنا أستغرب جداً لتناول بعض وسائل الإعلام لهذا اللقاء بصورة سلبية وإظهاره وكأنه مؤامرة ضد البلد، ولكني أعذر وسائل الإعلام التي وقعت في هذا الخطأ بسبب إصرارها على قياس الأمور بمقياس المؤتمر الوطني، والنظر للقضايا بمنظاره، ولذلك كان طبيعياً أن تقع في خطأ التحليل. أؤكد لك أننا نحن حزب مستقل ومنفصل عن المؤتمر الوطني، ولا يجمعنا به إلا ما يجمعنا ببقية القوى السياسية السودانية الاخرى، وهو العمل من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والوفاق الوطني الشامل. لعلي لا أبالغ إذا قلت لك إن علاقات حزبنا الثنائية مع بقية القوى السياسية السودانية الأخرى أفضل بكثير من علاقتنا مع المؤتمر الوطني، والسبب في ذلك يعود لوجود تفاهم وثقة متبادلة ورصيد من العمل المشترك بين حزبنا وتلك الأحزاب، وبالمقابل رصيد من عدم الثقة مع المؤتمر الوطني. ولذلك فإننا كاتحاديين نحرص على التعامل والتنسيق مع كافة الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي السوداني، فهم شركاؤنا في الوطن وكانوا حلفاءنا حتى الأمس القريب، ولن نسمح لمشاركة حزبنا الرمزية في السلطة أن تكون سبباً للتنكر لعلاقاتنا القديمة مع القوى السياسية السودانية، التي تعرف حقيقة علاقتنا مع المؤتمر الوطني وطبيعتها، ولا أتصور وجود اتحادي ديمقراطي عاقل يفكر بهذه الطريقة الانعزالية التي تتنافى مع طبيعة حزبنا المنفتحة على الجميع. باختصار شديد إذا كان المؤتمر الوطني منتظراً من حزبنا أن يفرح لفرحه ويغضب لغضبه ويصالح عندما يصالح هو ويخاصم عندما يخاصم هو فإنه يكون على خطأ كبير، وفي هذه الحالة ندعوه لإعادة حساباته. * ماذا عن وضعية حسنين وهجو بالحزب، وهل تجد تشابهاً بينك وبينهما من حيث وضعيتكم في الحزب كمشاغبين ومتمردين على خطه السياسي كلٌّ على طريقته؟ - هذه قيادات حزبية كبيرة ورموز وطنية لا يصح وصفهم بالمشاغبين أو المتمردين، تتفق أو تختلف معهم فإنهم يناضلون ويضحون من أجل إعادة الديمقراطية الحقيقية للبلاد، ويقاومون بكل السبل المتاحة الظلم والانتهاك والقهر.يجمعنا بهم العمل من أجل نهضة وعزة وكرامة هذا الوطن العزيز ويفرقنا رغم أن لكلٍ طريقته الخاصة ومنهجه الخاص كما قلت أنت، بمعنى أننا نتفق في الأهداف ولكننا نختلف في الوسائل. أنا على قناعة تامة أن وحدة الهدف كفيلة بتذويب اختلاف الوسيلة طال الزمن أم قصر، وعموماً أنا لا أخرج عن التنظيم ولا أتفلت عن الالتزام الحزبي ولا أتنكّر للمبادئ، وتحركاتي من أجل الوطن والمواطن محكومة بالالتزام بالموجهات الحزبية ووفقاً للصلاحيات المعلومة. * طالبت خلال مخاطبتك لمؤتمر حزبكم بالولايات المتحدة جماهير الاتحادي بأن لا تجرد القيادات الداعمة لخيار المشاركة من وطنيتها، هل تعني أن قرار المشاركة ينم عن حس وطني؟ - أرجوك يا أستاذ لا تجرجرني إلى متاهات لا أريد الدخول فيها.أنا ما عنيته بحديثي كان واضحاً ولا يحتاج إلى شرح أو تفسير، وأكرر أن صكوك الوطنية ليست بيد الرافضين للمشاركة وأنا واحد منهم لنقوم بتوزيعها على من نشاء.كل الذي قلته هو أن يبتعد الأشقاء بأمريكا عند مناقشة قضية المشاركة من الغرق في (شبر موية فلان وطني وفلان خائن وفلان حزبي وفلان غواصة)، حتى يتفرغوا تماماً لبحث القضية بحثاً موضوعياً ويخرجوا بمقترحات عملية، والحمد لله هذا ما تم فعلاً حسب ما نقل إلينا وطالعناه في البيان الختامي للمؤتمر الناجح. * الآن بعد مرور ما يقارب الخمسة أشهر ما تقييمك لمشاركة حزبك في الحكومة، هل ثمة فعل إيجابي تجاه أحوال البلاد والعباد باعتبارهما الحجة في دخول الحكومة؟ - أنا أعتقد أن الفترة التي مضت منذ المشاركة حتى اليوم كافية جداً لإجراء عملية تقييم وتقويم بطريقة هادئة لعملية المشاركة ومعرفة حصيلتها النهائية، وهذه مهمة لا يقوم بها فرد واحد مهما كانت مكانته وإنما تحتاج لفريق عمل متخصص.أمّا بشأن تقييمي الشخصي للمشاركة فلا أريد أن أقول شيئاً في هذه اللحظات لأن شهادتي في المشاركة مجروحة ورأيي حولها معروف، أنا مع التقييم المؤسسي للعملية. * سبق أن قلت إن الاتحادي سيقفز من قطار السلطة عاجلاً أو آجلاً، والآن هناك همس في الدوائر الاتحادية عن خطوة كهذه فما حقيقته، وهل ناقشت الأمر مع الميرغني؟ - معلوم أن حزبنا لا يربطه زواج كاثوليكي مع الحكومة ولذلك تبقى الاحتمالات مفتوحة أمامه على مصراعيها.كل المعطيات تشير إلى أن قطار المشاركة يوشك أن يدخل محطته النهائية والأسباب كثيرة بعضها معلوم بالضرورة ولا يحتاج لدرس عصر، والبعض الآخر مدون في دفاتر لجان الحزب المختصة، ولا أظن أن الحزب الاتحادي سيصبر أكثر مما صبر على تجاوزات وممارسات المؤتمر الوطني الاستفزازية تجاهه، والتي يجسد أبرز عناوينها: استغلال المؤتمر الوطني لمشاركة الاتحادي معه في السلطة واستخدامها ذريعة لتوسيع الخلافات وسط الاتحاديين، وتشويه صورتهم، وإحباط قواعدهم، والعمل على استقطاب كوادر حزبنا للانضمام لصفوفه من خلال عمليات الإغراء بالسلطة والثروة، ودعم وتمكين خصوم الحزب، وتهميش الاتحاديين. لا أعتقد أن مولانا الميرغني سيقبل بوضع مائل كهذا ولن يقبل بتقزيم حزب يقوده ويتزعمه، ولن يقبل بمنهجية التعامل معه بلا أخلاقيات وبعيداً عن القيم. * الملاحظ ابتعادك عن الإعلام وإمساكك عن التصريحات طيلة الفترة التي أعقبت مشاركة حزبكم في الحكومة، رغماً عن كونك الناطق الرسمي، لتعقب ذلك الصمت بالحديث المتواتر عن القفز من قطار السلطة؟ - سكوتي طيلة الفترة الماضية كان تحاشياً مني للمساهمة ولو بالقليل في صب المزيد من زيت الرفض على نار المشاركة المشتعلة أصلاً في الحزب من أقصاه إلى أدناه.وخروجي من الصمت كان للتضامن مع الأشقاء والمساهمة معهم في حماية حزب الحركة الوطنية من عمليات الاستهداف السياسي والقصف الإعلامي المنظم، التي ظل يتعرض لها مؤخراً من دوائر سياسية معروفة بعدائها لحزبنا، وقد طال قصفهم العشوائي وأصاب حتى بعض الاتحاديين المشاركين في الحكومة، ولم يكن ذلك مستغرباً لأن الأصل عند المؤتمر الوطني هو استهداف الحزب الاتحادي والعمل على إضعافه ومسحه من الخارطة السياسية، أو في أحسن الحالات العمل على تذويبه في المؤتمر الوطني والشواهد على ذلك كثيرة. أنا شخصياً من المؤمنين بأن كل المصائب التي حلت بالأحزاب ولحقت بالبلاد من صنع المؤتمر الوطني، ولكن أزف لهم البشرى بأن الاتحادي الديمقراطي سيبقى بمثابة (شوكة حوت) في حلق أعداء الديمقراطية، كما سيقف خنجراً في خاصرة أعداء الحرية. * ولكنك متهم من قبل بعض القيادات بحزبك بأنك تمارس سياسة الاستقطاب للشباب، وتحرضهم للتمرد على القيادة الحالية بسبب موافقتها على المشاركة في الحكومة؟ - أنا أتشرف بالتواصل المستمر مع شريحة الشباب بالحزب، وأحرص على العلاقة الجيدة معهم، وأستخدم من أجل تحقيق هذا الهدف كل وسائط الاتصال المتاحة خاصة الإلكترونية، كما أحرص جداً على التشاور معهم وتبادل وجهات النظر حول مجريات الأمور الحزبية والوطنية، منطلقاً في ذلك من واقع تجربتي الشخصية معهم، فقد كانت بحق تجربة ثرية وشراكة ذكية إبان الانتخابات الأخيرة، حيث لم أجد غيرهم في الساحة فتصدوا لحمل المسؤولية وأدوها على خير وجه وآزروني عندما خذلني من يسمون أنفسهم بالكبار، ورغم كل ما يربطني بشريحة الشباب إلا أنني لا أملك القدرة على تحريكهم وتحريضهم كما يدعي ويزعم البعض، وخطأ كبير جداً أن تتصور هذه القيادات أن شباب الحزب عبارة عن شوية (عيال) يقوم حاتم السر بتحريكهم، فهم أكبر وأنضج من أن يسمحوا لحاتم السر أو غيره أن يستغلهم، ولا قدر الله إذا سمحوا لأي كائن من كان باستغلالهم فسيظلون مجرد شعار يرفع لكنه لا يسمن ولا يغني من جوع. http://www.alahramsd.com/ah_news/30232.html 2012/04/26

حاتم السر:ِأنا مؤمن بأن كل مصائب السودان من صنع المؤتمر الوطنى
الاتحاديون سيبقون شوكة حوت فى حلق أعداء الديمقراطية

شن القيادي بالحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل حاتم السر، هجوما عنيفا اليوم على المؤتمر الوطنى متهما اياه بأنه وراء كل الأزمات التى يتعرض لها السودان،مضيفاً:إننى من المؤمنين بان كل مصائب البلاد من صنع المؤتمر الوطنى، وحمله مسؤولية تدهور الأوضاع بالبلاد. 
وقال القيادي الاتحادى الذي  يتولى مهام الناطق الرسمى باسم حزبه فى حوار أجرته معه صحيفة الاهرام اليوم السودانية ان  الحزب الاتحادى الديمقراطى لا يربطه زواج كاثوليكي مع الحكومة على حد وصفه،مشيراً الى أن كل الاحتمالات مفتوحة أمام حزبه على مصراعيها،وملمحاً الى ان كل المعطيات تشير إلى أن قطار المشاركة يوشك أن يدخل محطته النهائية،مؤكداً الى أن الحزب الاتحادي لن يصبر أكثر مما صبر على تجاوزات وممارسات المؤتمر الوطني الاستفزازية.وكشف السر إن علاقات الاتحاديين مع بقية القوى السياسية السودانية الأخرى أفضل بكثير من علاقتهم مع المؤتمر الوطني، وأرجع السبب لوجود ثقة متبادلة ورصيد من العمل المشترك بين الاتحاديين وتلك الأحزاب عدا المؤتمر الوطنى.وقال لن نسمح لمشاركة حزبنا الرمزية في السلطة أن تكون سبباً للتنكر لعلاقاتنا الأصيلة مع القوى السياسية السودانية.وقال السر إن المؤتمر الوطني يستهدف الحزب الاتحادي ويعمل على إضعافه ومسحه من الخارطة السياسية، ولكن أزف لهم البشرى بأن الاتحادي الديمقراطي سيبقى بمثابة (شوكة حوت) في حلق أعداء الديمقراطية، كما سيقف خنجراً في خاصرة أعداء الحرية.
وتطرق الى احداث هجليج قائلا أن عودتها المتوقعة إلى حضن الوطن ليست نهاية المطاف،مشيراً الى أن هناك معارك أخرى غير عسكرية ذات طابع سياسي واقتصادي ودبلوماسي تنتظر السودان،وأضاف أن التعامل معها يتطلب إعمال العقل والفكر وليس العاطفة، وتحتاج إلى الابتعاد عن روح الانتقام وتتطلب السمو فوق الجراح والتغاضي عن التجاوزات،وطالب السر بسرعة التوجه  بصدق نحو تهيئة المناخ الملائم لانطلاقة الحوار والتفاوض الجاد بين الدولتين لحسم كافة القضايا العالقة بينهما، بما يحقق مصالح الشعبين ويؤسس لجوار أخوي وعلاقة متميزة لبلدين كانا بلداً واحداً قبل الانفصال والمفاصلة.
ودافع السر عن لقائه برئيس حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم بلندن قائلا:هم شكاؤنا فى الوطن  نافياً وجود قطيعة بين الحزب الاتحادي وحركة العدل والمساواة،مؤكداً وجود تعاون وتنسيق محكوم بمذكرة تفاهم موقعة بين الطرفين. وفتح السر النار على بعض وسائل الإعلام التى وصفت لقائه برئيس حركة العدل والمساواة بانه مؤامرة على السودان،متهماً إياها بأنها تدور فى فلك المؤتمر الوطنى وتنظر للمسائل بمنظاره.
وأشاد السر بشباب الحزب الاتحادى الديمقراطى وحيا مواقفهم النضالية وإستغرب من بعض القيادات الحزبية التى تنظر الى الشباب على أنهم مجرد (عيال) وأعاب عليهم إتهامهم للشباب بأنهم أدوات يتم تحريكها بواسطة قيادات حزبية أخرى لتصفية حسابات ليسوا طرفاً فيها،وقال:شباب الحزب أكبر وأنضج من أن يسمحوا لأى شخص أن يستغلهم.

 فيما يلى نص الحوار
الناطق الرسمي باسم الاتحادي الأصل حاتم السر في حديث من نار:
أنا من المؤمنين بأن كل مصائب السودان من صنع المؤتمر الوطنى
حوار - محمد الخاتم
 (كنت واثقاً من استعادة هجليج ولكن....) (المشاركة الرمزية لحزبنا لن تكون سبباً للتنكر لعلاقاتنا القديمة مع الأحزاب..)، (شهادتي في تقييم المشاركة مجروحة ولا أعتقد أن مولانا الميرغني سيقبل بوضع مائل كهذا..)، (الاتحادي لن يصبر أكثر على تجاوزات الوطني الاستفزازية وينبغي ألا تكون المشاركة سبباً لتأخير بناء الحزب وتفعيله.. )هذه وغيرها كانت جزءاً من إفادات الناطق الرسمي للاتحادي الأصل حاتم السر في حواره مع (الأهرام اليوم) من مقر إقامته في لندن، فإلى مضابط الحوار:
دعنا نبدأ بهجليج، ما تقييمك لما كان وما سيكون؟
- بالنسبة لي كان متوقعاً أن تعود هجليج إلى حضن الوطن العزيز، وكنت واثقاً من ذلك، ولكنني كنت وما زلت مهموماً بأن هناك معارك أخرى غير عسكرية ذات طابع سياسي واقتصادي ودبلوماسي تنتظر السودان، فماذا نحن فاعلون لها؟ علماً بأن التعامل معها يتطلب إعمال العقل والفكر وليس العاطفة، وتحتاج إلى الابتعاد عن روح الانتقام وتتطلب السمو فوق الجراح والتغاضي عن التجاوزات، والتوجه بصدق نحو تهيئة المناخ الملائم لانطلاقة الحوار والتفاوض الجاد بين الدولتين لحسم كافة القضايا العالقة بينهما، بما يحقق مصالح الشعبين ويؤسس لجوار أخوي وعلاقة متميزة لبلدين كانا بلداً واحداً قبل الانفصال والمفاصلة، التى غرست نيفاشا بذرتها في تربة السودان الواحد الموحد فأحالته إلى دولتين متحاربتين.
بالإشارة للمعارك السياسية التي ذكرتها، أنت هاتفت مؤتمر حزبك بالولايات المتحدة مطلع الشهر الحالي من مقر إقامتك بلندن، وقلت إن مشاركة الاتحادي في الحكومة لن تحول دون السعي لإحداث التغيير، كيف يستقيم أن يسعى حزب لإسقاط حكومة هو جزء منها، أم أي تغيير تقصد؟
- أولاً أنا لم أقل بذلك إطلاقاً وأدعوك لإعادة قراءة نص كلمتي لمؤتمر الحزب بأمريكا لتقف على حقيقة ما قلته، وأنا والحمد لله ما زلت بكامل وعيي ولم أُصب بالزهايمر وأعرف جيداً ماذا أقول وأين ومتى!! وحتى نضع حداً لهذا الجدل أنا قلت حرفياً الآتى: (... وعلينا أن نضع في اعتبارنا حقيقة أن النهوض بحزبنا وإصلاح حاله وتفعيل أدائه أمر ممكن، حتى في ظل قيود المشاركة التي قللت من فاعلية الحزب وشلت حركته، وأدمت وما زالت تدمي قلوب الاتحاديين المخلصين). هذا نص ما قلته، وإذا كان خطأ فإني أقبل بالمحاسبة، وإذا كان مستحيلاً فإني أعتذر عن الشطحات. هذا ما قلته وأكرره عبر صحيفتكم الغراء؛ ينبغي ألا تكون المشاركة سبباً لتأخير بناء الحزب وتفعيله. وبعبارة أخرى أنا قلت ما ظل يردده مولانا السيد الميرغني حينما يسأل عن المشاركة فيقول: التحدي ليس في أمر المشاركة أو عدمها، بل هو في تحقيق الأهداف على مستوى الوطن (الوفاق والسلام)، وعلى مستوى الحزب (التنظيم والتفعيل)، وعليه ينبغي ألا تكون المشاركة حجر عثرة أو عقبة في طريق تحقيق الأهداف المرسومة.
المفارقة أنك أطلقت دعوتك من لندن خلال مخاطبة آخرين من حزبك في الولايات المتحدة، الأمر الذي يجعل تأثير الدعوة بالداخل شبه صفري، ما هو سر بقائك بالخارج واعتزال الوطن؟ أنت متهم بأنك تهرب إلى الأمام؟
- من قال لك إني استهدفت بخطابي جماهير الشعب السّوداني بالداخل؟ خطابي بالدّرجة الأولى موجّه للأشقاء الاتّحاديين المؤتمرين في واشنطون، فإذا تعدّاهم إلى غيرهم عبر الوسائط المتاحة في عالم اليوم الذي قيل إنه أصبح قرية كونية يكون خيراً وبركة، وإذا لم يخرج من واشنطون يكون قد أدى غرضه تماماً. أما سؤالك عن بقائي بالخارج فالإجابة قلتها من قبل وأكررها الآن، أنا موجود بالخارج لارتباطي بمهام أكاديمية تخصني ولست معزولاً عن قضايا الوطن وقضايا الحزب، وأقوم بمهامي الوطنية على أكمل وجه وأتابع ملفات في غاية الأهمية، وعليك أن تعلم أن الشأن السوداني لم يعد محلياً بحتاً وتأثير الخارج عليه أكبر وأخطر من تأثير الداخل. أما بخصوص اتهامك لي باعتزال الوطن والهروب إلى الأمام فبدون أن أسهب في ارتباطي بالوطن، أود أن أؤكد لك أنه بالرغم من الابتعاد عن الأهل والبلد إلا أنني موجود في قلب الأحداث على مستوى الحزب والوطن، ولم تنقطع اتصالاتنا مع كل القطاعات في الحزب، كما أن وجودي بالخارج أتاح لى إنجاز العديد من القضايا المهمة ويعلم بتفاصيلها من يهمه أمرها، وأنا لا أعتزل الوطن ولا أزهد فيه، فالوطن ليس الأرض التي ولد الإنسان فيها فحسب، ولا حتى مكان إقامته وإقامة عشيرته وأهله.. فللوطن معان أخرى أبعد وأعمق من ذلك بكثير لا يمكن التجرد عنها أو التخلي عنها، والحمد لله الإحساس بالوطنية والارتباط بالوطن لم يفارقنا أبداً، فالوطن يعيش في دواخلنا ونحن نخدمه بتجرد ونعشقه بصدق لأن حب الأوطان من الإيمان. وأنا مستعد لأفدي وطني بدمي وروحي لأنك عزيز أنت يا وطني رغم آهات المحن.
التقيت مؤخراً برئيس العدل والمساواة، هل كان الاجتماع بتكليف من قيادة الحزب أم بمبادرة من شخصك؟ وإن كان تكليفاً من القيادة هل هو بغرض التنسيق بين الحزب والحركة؟ أم وساطة من واقع شراكتكم مع المؤتمر الوطني؟ أم ماذا بالضبط ؟
- لقائي مع الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة لم يكن استثناءً، فالرجل على المستوى الشخصي تربطنا معه معرفة قديمة وأواصر صداقة ممتدة، ودائماً نتبادل معه ومع بقية قيادات الحركة اللقاءات، أما على المستوى التنظيمي فلا توجد قطيعة بين الحزب الاتحادي وحركة العدل والمساواة، بل يوجد تعاون وتنسيق محكوم بمذكرة تفاهم موقعة بين الطرفين، وما دار في اللقاء تم إعلانه في حينه، وأنا أستغرب جداً لتناول بعض وسائل الإعلام لهذا اللقاء بصورة سلبية وإظهاره وكأنه مؤامرة ضد البلد، ولكني أعذر وسائل الإعلام التي وقعت في هذا الخطأ بسبب إصرارها على قياس الأمور بمقياس المؤتمر الوطني، والنظر للقضايا بمنظاره، ولذلك كان طبيعياً أن تقع في خطأ التحليل. أؤكد لك أننا نحن حزب مستقل ومنفصل عن المؤتمر الوطني، ولا يجمعنا به إلا ما يجمعنا ببقية القوى السياسية السودانية الاخرى، وهو العمل من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والوفاق الوطني الشامل. لعلي لا أبالغ إذا قلت لك إن علاقات حزبنا الثنائية مع بقية القوى السياسية السودانية الأخرى أفضل بكثير من علاقتنا مع المؤتمر الوطني، والسبب في ذلك يعود لوجود تفاهم وثقة متبادلة ورصيد من العمل المشترك بين حزبنا وتلك الأحزاب، وبالمقابل رصيد من عدم الثقة مع المؤتمر الوطني. ولذلك فإننا كاتحاديين نحرص على التعامل والتنسيق مع كافة الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي السوداني، فهم شركاؤنا في الوطن وكانوا حلفاءنا حتى الأمس القريب، ولن نسمح لمشاركة حزبنا الرمزية في السلطة أن تكون سبباً للتنكر لعلاقاتنا القديمة مع القوى السياسية السودانية، التي تعرف حقيقة علاقتنا مع المؤتمر الوطني وطبيعتها، ولا أتصور وجود اتحادي ديمقراطي عاقل يفكر بهذه الطريقة الانعزالية التي تتنافى مع طبيعة حزبنا المنفتحة على الجميع. باختصار شديد إذا كان المؤتمر الوطني منتظراً من حزبنا أن يفرح لفرحه ويغضب لغضبه ويصالح عندما يصالح هو ويخاصم عندما يخاصم هو فإنه يكون على خطأ كبير، وفي هذه الحالة ندعوه لإعادة حساباته.
ماذا عن وضعية حسنين وهجو بالحزب، وهل تجد تشابهاً بينك وبينهما من حيث وضعيتكم في الحزب كمشاغبين ومتمردين على خطه السياسي كلٌّ على طريقته؟
- هذه قيادات حزبية كبيرة ورموز وطنية لا يصح وصفهم بالمشاغبين أو المتمردين، تتفق أو تختلف معهم فإنهم يناضلون ويضحون من أجل إعادة الديمقراطية الحقيقية للبلاد، ويقاومون بكل السبل المتاحة الظلم والانتهاك والقهر.يجمعنا بهم العمل من أجل نهضة وعزة وكرامة هذا الوطن العزيز ويفرقنا رغم أن لكلٍ طريقته الخاصة ومنهجه الخاص كما قلت أنت، بمعنى أننا نتفق في الأهداف ولكننا نختلف في الوسائل. أنا على قناعة تامة أن وحدة الهدف كفيلة بتذويب اختلاف الوسيلة طال الزمن أم قصر، وعموماً أنا لا أخرج عن التنظيم ولا أتفلت عن الالتزام الحزبي ولا أتنكّر للمبادئ، وتحركاتي من أجل الوطن والمواطن محكومة بالالتزام بالموجهات الحزبية ووفقاً للصلاحيات المعلومة.
طالبت خلال مخاطبتك لمؤتمر حزبكم بالولايات المتحدة جماهير الاتحادي بأن لا تجرد القيادات الداعمة لخيار المشاركة من وطنيتها، هل تعني أن قرار المشاركة ينم عن حس وطني؟
- أرجوك يا أستاذ لا تجرجرني إلى متاهات لا أريد الدخول فيها.أنا ما عنيته بحديثي كان واضحاً ولا يحتاج إلى شرح أو تفسير، وأكرر أن صكوك الوطنية ليست بيد الرافضين للمشاركة وأنا واحد منهم لنقوم بتوزيعها على من نشاء.كل الذي قلته هو أن يبتعد الأشقاء بأمريكا عند مناقشة قضية المشاركة من الغرق في (شبر موية فلان وطني وفلان خائن وفلان حزبي وفلان غواصة)، حتى يتفرغوا تماماً لبحث القضية بحثاً موضوعياً ويخرجوا بمقترحات عملية، والحمد لله هذا ما تم فعلاً حسب ما نقل إلينا وطالعناه في البيان الختامي للمؤتمر الناجح.
الآن بعد مرور ما يقارب الخمسة أشهر ما تقييمك لمشاركة حزبك في الحكومة، هل ثمة فعل إيجابي تجاه أحوال البلاد والعباد باعتبارهما الحجة في دخول الحكومة؟
- أنا أعتقد أن الفترة التي مضت منذ المشاركة حتى اليوم كافية جداً لإجراء عملية تقييم وتقويم بطريقة هادئة لعملية المشاركة ومعرفة حصيلتها النهائية، وهذه مهمة لا يقوم بها فرد واحد مهما كانت مكانته وإنما تحتاج لفريق عمل متخصص.أمّا بشأن تقييمي الشخصي للمشاركة فلا أريد أن أقول شيئاً في هذه اللحظات لأن شهادتي في المشاركة مجروحة ورأيي حولها معروف، أنا مع التقييم المؤسسي للعملية.
سبق أن قلت إن الاتحادي سيقفز من قطار السلطة عاجلاً أو آجلاً، والآن هناك همس في الدوائر الاتحادية عن خطوة كهذه فما حقيقته، وهل ناقشت الأمر مع الميرغني؟
- معلوم أن حزبنا لا يربطه زواج كاثوليكي مع الحكومة ولذلك تبقى الاحتمالات مفتوحة أمامه على مصراعيها.كل المعطيات تشير إلى أن قطار المشاركة يوشك أن يدخل محطته النهائية والأسباب كثيرة بعضها معلوم بالضرورة ولا يحتاج لدرس عصر، والبعض الآخر مدون في دفاتر لجان الحزب المختصة، ولا أظن أن الحزب الاتحادي سيصبر أكثر مما صبر على تجاوزات وممارسات المؤتمر الوطني الاستفزازية تجاهه، والتي يجسد أبرز عناوينها: استغلال المؤتمر الوطني لمشاركة الاتحادي معه في السلطة واستخدامها ذريعة لتوسيع الخلافات وسط الاتحاديين، وتشويه صورتهم، وإحباط قواعدهم، والعمل على استقطاب كوادر حزبنا للانضمام لصفوفه من خلال عمليات الإغراء بالسلطة والثروة، ودعم وتمكين خصوم الحزب، وتهميش الاتحاديين. لا أعتقد أن مولانا الميرغني سيقبل بوضع مائل كهذا ولن يقبل بتقزيم حزب يقوده ويتزعمه، ولن يقبل بمنهجية التعامل معه بلا أخلاقيات وبعيداً عن القيم.
الملاحظ ابتعادك عن الإعلام وإمساكك عن التصريحات طيلة الفترة التي أعقبت مشاركة حزبكم في الحكومة، رغماً عن كونك الناطق الرسمي، لتعقب ذلك الصمت بالحديث المتواتر عن القفز من قطار السلطة؟
- سكوتي طيلة الفترة الماضية كان تحاشياً مني للمساهمة ولو بالقليل في صب المزيد من زيت الرفض على نار المشاركة المشتعلة أصلاً في الحزب من أقصاه إلى أدناه.وخروجي من الصمت كان للتضامن مع الأشقاء والمساهمة معهم في حماية حزب الحركة الوطنية من عمليات الاستهداف السياسي والقصف الإعلامي المنظم، التي ظل يتعرض لها مؤخراً من دوائر سياسية معروفة بعدائها لحزبنا، وقد طال قصفهم العشوائي وأصاب حتى بعض الاتحاديين المشاركين في الحكومة، ولم يكن ذلك مستغرباً لأن الأصل عند المؤتمر الوطني هو استهداف الحزب الاتحادي والعمل على إضعافه ومسحه من الخارطة السياسية، أو في أحسن الحالات العمل على تذويبه في المؤتمر الوطني والشواهد على ذلك كثيرة. أنا شخصياً من المؤمنين بأن كل المصائب التي حلت بالأحزاب ولحقت بالبلاد من صنع المؤتمر الوطني، ولكن أزف لهم البشرى بأن الاتحادي الديمقراطي سيبقى بمثابة (شوكة حوت) في حلق أعداء الديمقراطية، كما سيقف خنجراً في خاصرة أعداء الحرية.
ولكنك متهم من قبل بعض القيادات بحزبك بأنك تمارس سياسة الاستقطاب للشباب، وتحرضهم للتمرد على القيادة الحالية بسبب موافقتها على المشاركة في الحكومة؟
- أنا أتشرف بالتواصل المستمر مع شريحة الشباب بالحزب، وأحرص على العلاقة الجيدة معهم، وأستخدم من أجل تحقيق هذا الهدف كل وسائط الاتصال المتاحة خاصة الإلكترونية، كما أحرص جداً على التشاور معهم وتبادل وجهات النظر حول مجريات الأمور الحزبية والوطنية، منطلقاً في ذلك من واقع تجربتي الشخصية معهم، فقد كانت بحق تجربة ثرية وشراكة ذكية إبان الانتخابات الأخيرة، حيث لم أجد غيرهم في الساحة فتصدوا لحمل المسؤولية وأدوها على خير وجه وآزروني عندما خذلني من يسمون أنفسهم بالكبار، ورغم كل ما يربطني بشريحة الشباب إلا أنني لا أملك القدرة على تحريكهم وتحريضهم كما يدعي ويزعم البعض، وخطأ كبير جداً أن تتصور هذه القيادات أن شباب الحزب عبارة عن شوية (عيال) يقوم حاتم السر بتحريكهم، فهم أكبر وأنضج من أن يسمحوا لحاتم السر أو غيره أن يستغلهم، ولا قدر الله إذا سمحوا لأي كائن من كان باستغلالهم فسيظلون مجرد شعار يرفع لكنه لا يسمن ولا يغني من جوع
2012/04/26



No comments: