حاتم السر المرشح السابق لرئاسة الجمهورية فى السودان والقيادى بالحزب الاتحادى الديمقراطى فى حوار مع "الشرق
بعد الانفصال ستكون دولة الشمال فى وضع أصعب من دولة الجنوب وسيكون الشمال مكبلا بجملة من التحيات والصعوبات
• حاوره:عبدالبديع عثمان محجوب
الشرق القطرية العدد رقم (8227) السبت 25 ديسمبر 2010م صـ 17
اكد الاستاذ حاتم السر مرشح رئاسة الجمهورية في السودان في انتخابات ابريل الماضي والقيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني المعارض بزعامة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في حوار خاص مع الشرق بان زيارتهم للدوحة تاتي بدعوة كريمة من الوساطة المشتركة لمفاوضات دارفور للاستماع لرؤية الحزب بهدف المساهمة في دفع المفاوضات وانهاء حالة الجمود للوصول الى سلام عادل وشامل في دارفور مشددا على ضرورة توحيد الموقف السوداني من مفاوضات الدوحة بحيث تكون كل القوى السياسية السودانية داعمة ومؤيدة للمنبر وما يتمخض عنه من اتفاق تجنبا لتكرار فشل نيفاشا وابوجا.واشاد السر بتفهم الوساطة الكامل لطبيعة الازمة ورؤيتها الواضحة للحل لافتا بان منبر الدوحة سينجح في صياغة حل عادل وشامل لازمة دارفور نظرا لما تحظي به قطر من تاثير في المحيط العربي والاسلامي والاسرة الدولية وقال :" قطر اصبحت رقما سياسيا واقتصاديا صعبا لا يمكن تجاوزه " وتطرق الحوار الى الاوضاع السياسية الراهنة في السودان ورؤية الحزب الاتحادي الديمقراطي لقضية الوحدة والانفصال و الاستفتاء حيث حمل السر المؤتمر الوطني مسؤولية الانفصال كل ذلك وغيره داخل ثنايا هذا الحوار.................
ماهي طبيعة زيارتكم الحالية لدولة قطر وماهي الاطراف التي التقتم بها وما تقيمكم لنتائج الزيارة؟
قطر بالنسبة للسودانيين تمثل وطنا ثانيا وعلى هذا الاساس فان زيارتنا لها امرا طبيعيا رغم انها تاتي هذه المرة تلبية لدعوة كريمة من الوساطة المشتركة التي ترعي مفاوضات دارفور بالدوحة . وكان من المفترض ان يلتقي وفد الوساطة المشتركة مع الحزب الاتحادي الديمقراطي ليستطلع رأيه من حول مفاوضات دارفور الجارية بالدوحة خلال زيارتهم الاخيرة للسودان ولما تعذر ذلك وجهت الدعوة لوفد من الحزب لزيارة الدوحة والالتقاء مع الوساطة المشتركة . وقد سلم وفد الحزب المكون من الامير أحمد سعد عمر والسلطان أسعد بحرالدين وشخصى الوساطة جملة من المقترحات والرؤى تهدف الى المساهمة في دفع المفاوضات الى الامام وانهاء حالة الجمود وتدعو الى جعل اتفاق الدوحة اتفاقا شاملا يحظي برضاء ومباركة كل الاطراف واكد وفدنا على ضرورة توحيد الموقف السوداني من مفاوضات الدوحة بحيث تكون كل القوى السياسية السودانية داعمة ومؤيدة للمنبر وما يتمخض عنه من اتفاق تجنبا لتكرار فشل نيفاشا وابوجا . وقد لمسنا تفهم الوساطة الكامل لطبيعة الازمة ووقفنا على رؤيتهم الواضحة لسبل حلها ونحن في انتظار حل عادل وشامل ينبع من منبر الدوحة.بالاضافة الى لقائنا مع الوساطة المشتركة الراعية لمفاوضات دارفور بالدوحة عقدنا لقاءات هامة مع فصائل دارفور ووفد الحكومة شملت لقاءا مطولا مع حركة التحرير والعدالة وآخر مع وفد العدل والمساواة جرى خلالها تبادل وجهات النظر حول الاوضاع السياسية بالبلاد ونقلنا لهذه الاطراف اشواق اهل دارفور للسلام وان انظار السودانيين متجهة الى الدوحة متطلقة الى انبلاج فجر جديد يبدد هواجس الخوف من الحرب والاقتتال والفتن.الشيئ اللافت للنظر هو الاهتمام المتعاظم من قطر بالشان السوداني وهذا سيكون له اثرآ طيبا على استقرار الاوضاع بالسودان نظرآ لما تحظي به قطر حاليا من تأثير في المحيط العربي والاسلامي والاسرة الدولية فقطر اصبحت رقما سياسيا واقتصاديا صعبا لا يمكن تجاوزه وبالتالي فان ما يميزها انها لا تبحث عن دور في السودان بل تبحث عن مساعدة اهل السودان في الوصول الى حلول عادلة ودائمة لمشاكلهم.
اعلنت الوساطة بان التوقيع على الاتفاق النهائي لازمة دارفور سيتم بنهاية ديسمبر الحالي ... برأيك هل نحن امام نهاية ازمة دارفور ؟
جهود الوساطة مقدرة ولكن نتمنى ان يتم تضمين رأى الفصائل الدارفورية وبخاصة المسلحة منها كما نتمنى ان يتم عرض الاتفاق على القوى السياسية حتي لا تتكرر ماساة فشل نيفاشا وابوجا ، وأي اتفاق لا ينال اجماعا سياسيا وشعبيا سيكون ناقصا ومن خلال مشاوراتنا مع الوسطاء واستنادا على المعطيات الواضحة امامنا نستطيع ان نقول بلا نادني شك اذا اتت الامور كما حدثونا فسنكون امام حل عادل وشامل لازمة اندت جبين الانسانية.
في ظل التوقعات السائدة حاليا بان نتيجة الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان ستكون لصالح الانفصال كيف تنظرون في حزبكم لهذا الامر ؟
في ظل التكهنات السوداوية الحالية قطعا فان الامر لا يبشر بخير ، فالذي حدث اننا دخلنا في مرحلة من التازم بحيث ان بعض الخيارات اصبحت مرفوضة ليس لشيئ اكثر من ان الجميع متازم ومتشنج ولذلك غابت أي نبرة كانت تدعو للحوار فالاعوام الست من المشاكسة جعلت الاستفتاء هو المنفذ للتعبير عن غضب الشركاء ولذلك غابت الخيارات المنطقية والتي تطرح الرؤية المعتدلة بل اصبح مجرد محاولة مناقشة خيارات مثل تاجيل الاستفتاء او الوصول لصيغة وفاقية لحسم قضايا الاستفتاء اصبح لا مجال له فالاستفتاء يتم اجراؤه في التوقيت الأسوأ بكل المقاييس فكل مراقب يستطيع ان يقول ان العلاقة بين الشريكين سيئة على افضل تقدير ، والتناول الاعلامي للوحدة او الانفصال يتم بنفس عدواني.الاستفتاء بهذه الحالة ولان آلية الاتفاقية جعلت الامر حصريا بين الشريكين فان الاتفاقية ستجري بالرغم من ان ترسيم الحدود وقضية ابيى وقضايا الديون وفصل القوات والاصول والكثير من الامور لا تزال غير محسومة ونخشي يكون الانفصال خشن وعدواني واعني به سيئ العواقب وانا اؤمن من حيث المبدأ ان الانفصال بكل احواله هو اعلان لنهاية السلام فما بالك حينما يكون خشنا ! .الحركة الشعبية لا تستطيع ان تقول في العلن انها فقدت الثقة في الشمال ، فهذا ما حدث فسلوكيات المؤتمر الوطني لم تجعل الوحدة جاذبة بل لم تجعل البقاء في السودان جاذبا وانا لست بالتشاؤم الذي يقول بان الغرب والشرق والشمال سيطالبون يتقرير المصير ليتوحدوا مع دولة الجنوب هربا من المؤتمر الوطني ولكني اقول : على المؤتمر الوطني ان يعيد حساباته ويتذكر ان التاريخ يسجل.
تردد مؤخرا بان اصرار المؤتمر على اقامة الدولة الدينية في السودان كان من اهم الاسباب المباشرة لاصرار الجنوبيين على الانفصال واقامة دولتهم الخاصة. الى أي مدى تتفقون مع هذا الراى وبرأيكم ماهي الاسباب الحقيقية التي ادت الى حتمية وقوع الانفصال وعلى من تقع المسؤلية في ذك ؟
المؤتمر الوطني ومن ورائه ما يسمي بالحركة الاسلامية سابقا ، رفعت الاسلام شعارا واتخذته كوسيلة للوصول للسلطة لا اكثر وقامو بدور كبير لتغيير طبيعة المجتمع ولتكوينه بشكل يحاكي الشكل الذي يضمن وصولهم للسلطة والحفاظ على مصالحهم ، فاذا كانوا قد رفضوا وجودنا نحن كمكونات للدولة كاحزاب فكيف ينظرون للاخوة في الجنوب ! فالسودان دولة تتعدد فيها الاثننيات والعرقيات والاديان ، والاسلاميون تبنوا نسقا اسلاميا ومشروعا محددا وحاولوا تطبييق (مشروعهم) في السودان، وهو ما ادي الى نفور كل اهل السودان مما ادي الى شرخ كبير في الهوية السودانية .فالحكم الذي يدعي الاسلام رفع شعارات اسلامية وقام باعمال يندي لها جبين البشرية وتتبرأ منها كل الاديان ، فبأسم الاديان تمت مصادرة الاموال والممتلكات لمجرد الاختلاف في الرأى وباسم الاسلام كانت الحرب في الجنوب (جهادا) وباسم الدين حدث التزوير ، فكل هذا يجعلنا نخجل ونبرا بالدين من الافعال المحسوبة على الاسلاميين فالشريعة عندهم لم تكن اكثر من مطية للوصول الى السلطة وباعتراف الدكتور حسن الترابي فان ما تم تطبيقه من (مشروع) الشريعة في السودان لا يتعدي 9%.ونخلص الى القول بان لن يتم تحديد هوية الحكم في السودان الا عبر المؤتمر القومي الدستوري الذي يشارك فيه اهل السودان كافة.
البعض يتوقع ان يكون انفصال الجنوب بداية لصراعات قبلية تؤدي الى فشل الولة الجديدة كيف تنظرون لمستقبل الجنوب بعد الانفصال؟
اذا تاملنا مليا في مآلات وتداعيات الانفصال فالقراءة الصحيحة والواقعية تشير الى مستقبل مضطرب وواقع مظلم للدولتين القديمة والحديثة بمعني ان الانفصال لا خير فيه لا للشمال ولا للجنوب هذا من ناحية.اما من الناحية الاخرى فانني اخالف الراى الذي يقول ويروج بشدة هذه الايام الى ان الجنوب ودولته الجديدة ستواجه صراعات قبلية تؤدي الى فشلها ويكفي ان نشير في هذا الصدد الى التدابير الاحترازية التي قامت بها القيادات الجنوبية من خلال الحوار الجنوبي الجنوبي وتوحيد الجبهة الداخلية الامر الذي نحتاج اليه في الشمال . وفي ظل غياب الوفاق الوطني والاجماع في دولة الشمال فانها ستكون مواجهة بجملة من الصعوبات والتحديات . وعليه يمكننا القول ان مستقبل الشمال لن يكون باية حال بافضل من مستقبل الجنوب وذلك لجملة من الاسباب في مقدمتها ان دولة الشمال ستكون مغضوب عليها من المجتمع الدولي وستكون محل شك وريبة في محيطها الاقليمي كما سوف تستمر ملاحقة قياداتها في حين ان دولة الجنوب الجديدة سيكون مرحبا بها في الاسرة الدولية فهي مولودها الجديد الذي عليها ان ترعاه وتساعده.
لماذا تتهربون كقوي سياسية معارضة من تحمل المسؤلية وتسعون الى تعليق فشلكم في التبشير بالوحدة على شماعة المؤتمر الوطني؟
المؤتمر الوطني هو المسؤل عن كل شئ في البلد ، السودان لا زال يعيش في مربع الانقاذ الاول ، لم يتغير شئ سوي الديكور ، نحن نحمل المؤتمر الوطني مسؤلية الفشل في جعل الوحدة خيارا جاذبا وبالعكس فقد جعل المؤتمر الوطني الانفصال خيارا جاذبا لاهل الجنوب بسبب سياساته الخاطئة والخلل البائن في في رؤيته لقضية الوحدة . لقد ترسخ لدي الراى العام السوداني والوجدان الشعبي ان انفصال الجنوب وتمزيق السودان هو مسؤلية المؤتمر الوطني وستبقي جريمة الانفصال وصمة عار تطارد قياداته في كل زمان ومكان . القوى السياسية السودانية تتحمل مسؤلية عجزها عن احداث التغيير في السودان وفشلها في هزيمة المؤتمر الوطني كما هي مسؤلة عن ضياع وحدة السودان من هذا المنطلق وليس من منطلق العجز عن التبشير بالوحدة فلا يعقل ان نغلق في وجه الاحزاب كل المنافذ ونكمم افواهها ونقول لها لماذا لم تتحركون ؟ فهذا منطق معوج
دوائر عديدة رشحت الدولة الجديدة في الجنوب للفشل وعدم الاستقرار نتيجة الاوضاع القبلية والصراعات الاقليمية والمطامع الخارجية فهل هذه التوقعات صحيحة ؟.
الجنوب يتكون من العديد من القبائل المختلفة من الاصول النيلية والشرقية ، ان صح المصطلح والذين يثيرون هذا الحديث يشيرون الى الصراعات الاهلية في الجنوب بداية القرن السابع عشر وحروب اخواننا في الدينكا والشلك وهي فرضية تستحق العناية والدراسة وان كنا نراهن سواء في حالتي الوحدة او الانفصال بان الاحساس المتحضر الذي يطوي كل خلافات الماضي من اجل قيام دولة تقوم على المواطنة وتستوعب التعدد والاختلاف تحت اطار واحد هو الولاء للتراب الوطني هو الذي سينجح.
وتحدي الحروب الاهلية قائم ومن الممكن ان يكون صحيحا ولكن بالتعويل على العقلاء من اخواننا في الجنوب سنستطيع ان نضمن مستقبل افضل للجنوب ونامل ان يكون ذلك في ظل الدولة السودانية الواحدة .
ومن الواضح ان المؤتمر الوطني يستخدم فرضية ان الجنوب سيدخل في اتون صراعات داخلية طاحنة لاغاظة الحركة الشعبية ويريد ان يعلو صوتها ولكن يحمد لقيادة الحركة الشعبية انها تحسبت ضد الاحتمال وقامت بتنظيم مصالحة ووفاق بين احزاب الجنوب السياسية وكل مكوناته فيما يعرف بالحوار الجنوبي الجنوبي وتوصلوا الى قواسم مشتركة وحد ادني من الوفاق والاتفاق لاشاعة الاستقرار في دولتهم الجديدة الشئ الذي نحن احوج مانكون اليه في دولة الشمال ولكني اخشي بسبب رفض المؤتمر الوطني للوفاق ان تكون دولة الشمال هي المرشحة بقوة للفشل بسبب التنازع والاختلاف بين اهل الشمال..
هل هنالك امل في اعادة توحيد السودان من جديد بعد وقوع الانفصال ؟؟
نحن في الحزب الاتحادي الديمقراطي معروفون من اسمنا بايماننا بالوحدة وجعلناها جزءا من اسم الحزب وعملنا من اجلها بكل السبل انتصارا لها والوحدويون يعلقون عليناآمالهم في الحفاظ على وحدة البلاد وننظر الى انفصال الجنوب عن الشمال كانفصال الروح عن الجسد لان الجنوب جزء عزيز وغالي من الوطن ويؤسفني جدا ان اقول ان وحدة السودان ضاعت كضحية بسبب اخطاء الشريكين وهذه هي الحقيقة المرة...واستطيع القول بانه متي ما قامت دولة ديمقراطية في السودان فان الحزب الاتحادي يضمن وحدة الوطن فنحن نملك الارضي التاريخية لنعد بوحدة السودان وحينما كنا نقول للجماهير في الانتخابات الاخيرة اننا الاقدر على ضمان وحدة السودان كنا نقصد ذلك فنحن الحزب الوحيد الذي لديه وثيقة ممهورة بتوقيع رئيس الحركة الشعبية تنص على وحدة السودان ارضا وشعبا ونستطيع تفعيل هذه الوثيقة في جو نظام ديمقراطي ونعلم ان الرغبة في الانفصال هي رغبة غاضبة من الوضع الذي يؤسس له نظام الحكم في السودان ولو ان الكثير من الاطراف تم عرض الانفصال عليها لقبلته ليس حبا فيه ولكن هربا من الوضع او النفق الذي دخلت فيه البلاد بسبب الاحادية المفرطة والراى الواحد لذلك متي عادت الديمقراطية واحترام الشعب وتم بسط الحريات وعادت الدولة لتسع الجميع ولا تمييز بين الناس لدين او جنس او لون فان الوحدة ستصبح الخيار لكل اهل السودان من جديد ووفق اسس معروفة والى ذلك اليوم سنظل ندعو ابدا لتحقيقها
نائب رئيس الجمهورية الاستاذ على عثمان طه اعلن بشكل قاطع عدم اجراء انتخابات جديدة في السودان وعدم تشكيل حكومة جديدة وقال ان الاوضاع بعد الانفصال ستمضي بذات المؤسسات الموجودة واكد ذلك الدكتور نافع على نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني كيف ستتعاملون انتم اوحزاب المعارضة الاخرى مع هذا الوضع ؟
لا ادرى ان بني السيد النائب تصريحاته على خلفيته القانونية فالجمعية المتكونة بعد الانفصال كما تعلم فان كل الاحزاب السودانية تحدثت عن تزوير الانتخابات وهي سبب رئيسي للاحتقان المتواصل اليوم والشعور بالغبن موجود في صدور الكثير من الساسة فاصرار استمرار مخرجات الانتخابات الغير نزيهة هو دفع باتجاه مزيد من الاضراب ، وحتي لو سلمنا بانها معتبرة فهل يمكن ان يفقد البرلمان نسبة تصل الى الثلث من نوابه بفعل الانفصال ولا تعوض هذه النسبة ولا يتم اعادة الانتخاب لها وحتي القوة التشريعية او الاهلية او التمثيلية لا تتاثر ، اتوقع ان السيد النائب يحتاج الى اعادة النظر في هذا الطرح ربما يقصد قطع الطريق امام الذين يتلهفون للانفصال لتقام الانتخابات ويريد ان يركز الناس للدعوة للوحدة اذا تم فهم تصريحه على هذا الاساس فهو مقبول غير ذلك لا اعتقد انه مقبول وعلى كل الامر بعد الاستفتاء يحتاج الى مؤتمر دستوري.
اعلن السيد الرئيس عمر البشير عن اختيار مولانا السيد محمد عثمان الميرغني زعيم حزبكم نائبا له في رئاسة الهيئة الوطنية للوحدة ، الا تعتبر ان هذه دعوة صادقة للعمل الجاد نحو الوحدة؟
البشير اصدر القرار بالامس واليوم يتحدث عن انفصال الجنوب مما يؤكد صحة ما ظللنا نردده وهو ان الحكومة لا تتعامل بجدية مع ملف الوحدة والتنسيق مع الاحزاب مجرد “يافطة” ولن نقبل الاعيب المؤتمر الوطني بشان الوحدة بعد اليوم واكبر جرم ارتكبه في حق السودان انه فشل في الحفاظ عليه موحدا وانه قد اوصل البلاد الى هذا الدرك وجعلها عرضة لمخاطر التفتيت والتمزق ، اذن فان الهيئة التي شكلها البشير للوحدة غير انها كانت خطوة متاخرة فهي ايضا لا صلاحيات لها ولن تتمكن من القيام باي انجاز واعتبرها البعض مجرد شماعة لتعليق اخفاقات المؤتمر الوطني عليها فالمؤتمر الوطني اذا كان جادا في تحقيق الوحدة لكان قد قبل بمبادرة الميرغني للوفاق الوطني الشامل ، فليس معقولا ولا مقبولا ان يطرح الميرغني على المؤتمر مبادرة للوفاق الوطني الشامل فيرد عليه المؤتمر الوطني بتعيينه في لجنة
.
حزبكم متهم بالتناقض في مواقفه ، البعض يقول ان رئيس حزبكم بدعو للمصالحة والوفاق الوطني وان نائبه الاستاذ على محمود حسنين يدعو للمواجهة والمقاومة ويترأس جبهة المعارضة بالخارج ما ردكم على ذلك؟
مواقف حزبنا معروفة ومحددة وواضحة من كل القضايا المطروحة على الساحة وليس من تناقض او تعارض البتة ، والذين يصفونها بالتناقض لا يدركون كنهها بالاضافة للخلط والخطا الذي يقع فيه كثير من الناس الذين لا يميزون بين مواقف الحزب الرسمسة الصادرة عن مؤسساته بالطرق الديمقراطية وبين آراء بعض القيادات الاتحادية الصادرة عنهم بصفتهم المهنية او الشخصية .
هل هذا معناه انكم في الحزب الاتحادي الديمقراطي مختلفون مع الاستاذ على محمود حسنين في ترأسه لجبهة المعارضة الخارجية؟؟
الاستاذ على محمود بنفسه اكد ان موقفه فى الجبهة العريضة للمعارضة بالخارج لا يعبر عن موقف الحزب لانه يعلم ان الحزب معارض للنظام ولكنها معارضة من داخل البلاد ووفقا للقانون والدستور وبالتالي فان خلافنا معه ليس حول الاهداف بل حول الوسائل فكلنا نعمل من اجل التغيير ونسعي لهزيمة المؤتمر الوطني وازاحته عن السلطة ولكن بوسائل مختلفة.
.
اعلن المؤتمر الوطني عن انسلاخ 11 الف عضو من الحزب الاتحادي الديمقراطي بكردفان وانضمامهم لصفوفه ، ما هي الاسباب برايكم وكيف تقيمون هذه الظاهرة المتكررة من انتقال السياسيين من حزب الى آخر؟
المؤتمر الوطني ادعي انه اكتسح الانتخابات الاخيرة بلا منازع وفاز بها في كل دوائر السودان واصبح حزب الاغلبية بلا منازع واصر انه لا وجود لغيره وقال ان الاحزاب التاريخية اندثرت، وما يدل على عدم صحة هذا الادعاء هو انه في كل صباح جديد يطبل في نشرات الاذاعة والتلفزيزن الرئيسية لانضمام فرد من الاتحادي او الامة للمؤتمر الوطني ويتم تضخيم الخبر وكانه سيغير مجري التاريخ، انا لا الوم المؤتمر الوطني لانه حزب صغير ويعاني من ضعف الجماهيرية والسند الشعبي ويريد ان يستقطب مؤيدين ، ولا اصدق ان عاقلا راشدا واعيا يمكن ان يفكر في الانضمام اليه في هذا التوقيت وهويعاني من ضعف الموقف الوطني بسبب تفريطه في وحدة السودان ، ويعاني من تراجع الشرعية ويشتكي من ضعف الموارد المالية وشحها بسبب الانفصال ومن المعروف انه كان يستقلها ويوظفها في الاستقطاب القهري وعموما المؤتمر الوطني في الموقف الراهن ما عاد لديه ما يغري ضعاف النفوس للالتحاق بصفوفه بعد ان فقد بريق السلطة وسحر الثروة، وبالمناسبة حزبنا الان في احسن حالاته من حيث التماسك والوحدة لان الاتحاديين باتوا يشعرون ويحسون بعد مهزلة الانتخابات المزورة بحجم الاستهداف الذي يتعرضون له من قبل المؤتمر الوطني وبكمية الاحقاد والضغائن التي يضمرها لحزب الحركة الوطنية السودانية