Tuesday 30 October 2012

حاتم السر يدين العدوان السافر ويقول نحن جنود الوطن


حاتم السر يدين العدوان السافر ويقول نحن جنود الوطن
قال الأستاذ حاتم السر المحامي، المرشح الاتحادي لرئاسة الجمهورية، إنّه يدين الهجوم السافر الذي هزّ العاصمة الخرطوم، ويدعو السودانيين للالتفات والتوحد ونبذ الفرقة، ويدعو الى لم  الشمل الوطني لمجابهة هذه التحديات، وطالب السر الحكومة بكشف الوقائع والحقائق للرأى العام بمنتهى الشفافية حتى يقف الجميع في هذه  اللحظة الوطنية، في صف الوطن، وضد كل اعتداء.
وقال السر،إننا نقف صفاً واحداً ضد هذا العمل الإرهابي الذي روع المواطنين السودانيين وعلى الحكومة السودانية أن تعلم بأن لدينا الكثير الذى يمكن أن نقوله في هذه اللحظة التاريخية ولكن المقام لا يسمح بسوى التأكيد على ان الدرس الأول المستفاد من هذا الاعتداء الإسرائيلي  الغاشم  هو أن السودان بات في حاجة ماسة لمن يحمي سيادة أراضيه ويحفظ كرامة مواطنيه....

حاتم السر:المؤتمر العام لن يكون ساحة لتصفية الحسابات





 
حاتم السر:المؤتمر العام للأصل فرصة أخيرة لإعادة ترتيب البيت الاتحادى الداخلي

نرفض أن يكون المؤتمر العام للأصل ساحة لتصفية الحسابات بين القيادات الاتحادية
 
لندن:السبت ١٣أكتوبر٢٠١٢م (تعميم صحفي):
 
أكّد الأستاذ حاتم السر المحامي، المرشح الرئاسي في الانتخابات الأخيرة، والقيادي الاتحادي البارز، وعضو لجنة المؤتمر العام للحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل أن المؤتمر العام للأصل يمضي نحو الاكتمال بصورة مشرّفة، تعبّر عن تطلعات الاتحاديين، وقال إنّه واثق أن المؤتمر العام هو فرصة تاريخية مهمة للنظر في إعادة ترتيب البيت الاتحادى الداخلي، مؤكّدًا أن الاتحاديين سيحسنوا استغلالها.
جاء ذلك خلال تنوير قدمه السر لأعضاء الحزب بلندن في إطار الاستعدادات التى تسبق إنعقاد المؤتمر العام للاتحادى الأصل وتابع  إننا ولظروف معروفة نتجه الآن لتدارك ترتيب الأوضاع الحزبية الداخلية بالمستوى المطلوب، فلئن شغلنا النضال الوطني، والعمل من اجل تغيير الأنظمة الشمولية، واستعادة الديمقراطية، وتقديم الأجندة الوطنية علي المهام الحزبية، والتصدي لمكائد الأعداء، فإننا ندرك الآن أن الوقت حان لإعادة ترتيب الأمور الحزبية الداخلية وإعادة النظر في هياكل الحزب بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب والنظر في الموقف  السياسي للحزب بهدف تقييمه وتقويمه.
وعددالسر الجهود التى قام بها  من أجل قيام المؤتمر العام شارحاً أهمية إنعقاده وما ينتظره من مهام جسيمة وقال السر، أنا ابن المؤسسة الحزبية، ونحن من نعد المؤتمرات بالتعاون مع القيادة، ونقوم على توجيهاتها دائمًا، وأي حديث عن مقاطعتي للمؤتمر أو غيابي عنه، أشبه بأن يتحدثوا بغياب العريس عن ليلة العرس، نافيًا بشدة ما يروّج عن مقاطعته للمؤتمر العام واعتبر السر أن لا رجعة في مسار إنعقاد المؤتمر العام للأصل . وقال متسائلاً ظللنا ننتظر زمنا طويلا بكثير من التفاؤل والآمال العريضة لانعقاد المؤتمر العام فكيف نعمل علي تعطيله وإفشاله بعد أن أوشك على التحقق، وقال أنا أحمل في كنانتي، تقييم الأداء الحزبي لسنوات، وأوراق لتطوير العمل التنظيمي، ودراسات لتجويد آلية اتخاذ القرار، وأنا معقّب على كثير من الأوراق، فقد وضعتني ثقة القيادة في صلب عملية المؤتمر والتنظير له وقريباً سأكون حضوراً مع الأشقاء للمشاركة في إستكمال عمليات التحضير. 
ونفي السر وبشكل قاطع وجود أي خلاف مع قيادة الحزب وندد بالذين يروجون إلى خلاف غير موجود وقال أن الاتحاديين الحقيقيين لن يلتفتوا إلى ما أسماه ب(الترهات) ودافع عن حق رئيس الحزب في الدعوة لانعقاد المؤتمر العام وتشكيل لجان التحضير وقال هذا حق أصيل لرئيس الحزب كفله له دستور الحزب ونظامه الأساسي مؤكداً أنه " ليس لأي جهة من كانت أحقية الاعتراض علي مثل هذه الخطوة لان الأمر محسوم قانوناً" مضيفاً، يجب أن يكون واضحًا لكل الجهات التي تعتمد التدليس أن الوضع على البساطة التالية "مولانا السيد محمد عثمان الميرغني هو رئيس الحزب، ورئيسي في اللجان التنظيمية للمؤتمر، وأنا عضو في هذا الحزب لذلك فهو رئيسي وعلىّ إحترامه و تنفيذ توجيهاته، بكل تأكيد، وأي ترويج عن خلاف هو وهم وأحلام".
وكرر السر إشادته بالتوجيهات الصادقة التى صدرت عن رئيس الحزب مولانا الميرغنى  التي ركّزت على تمتين المضامين الديمقراطية في مداولات المؤتمر العام وشددت على ضرورة نأي اللجان التحضيرية عن تطبيق سياسات إنتقائية، وقال السر إن هذه التوجيهات تعبر عن قناعات غالبية الاتحاديين الديمقراطيين مبيناً أن قيادة الحزب ممثلة في مولانا الميرغنى قد هيّأت كل سبل النجاح لانعقاد مؤتمر عام ديمقراطى على أكمل وجه وبيسر وسهولة بعيداً عن الصراعات والخلافات.وأضاف السر نرفض بشكل مطلق أن يكون المؤتمر العام ساحة لتصفية الحسابات بين القيادات الاتحادية  مشدداً على اننا نريده ساحة لحوار ديمقراطى جاد ومسئول يفضى بنا الى طى صفحة الماضى بما لها وما عليها وترتيب صفوف حزب الحركة الوطنية بعيداً عن الفاشلين سياسياً والمحروقين شعبياً وتصعيد القيادات الحكيمة والتي لم تخن عهد الجماهير ولا زالت على عهد النضال من أجل تحول  البلاد الى الديموقراطية.
وأشاد السر بالدور التحضيري والتنظيمى الذى تضطلع به لجان المؤتمر وقال أنها تقوم بتنفيذ ما يسند إليها من مهام في تنسيق تام مع قطاع التنظيم بالحزب تحت الاشراف المباشر للسيد محمد الحسن الميرغنى الذي يرجع له الفضل في وضع الاسس والقواعد لقيام المؤتمر العام وإعادة بناء الحزب في إطار التزام تام بتنفيذ الخطة الشاملة والموحدة لقطاع التنظيم.

Saturday 1 September 2012

لا للمتاجرة بملف اللاجئين السوريين

لا للمتاجرة بملف اللاجئين السوريين
بقلم:حاتم السرالمحامي(*)
hatimelsir@gmail.com
تحاول بعض وسائل الاعلام العالمية جاهدة عبر مراسليها الدخول الى معسكرات ومخيمات اللاجئين السوريين في تركيا والاردن لنقل وتغطية ما يجرى داخلها من قصص وحكايات،بيد أنه لا يعرف معاناة اللاجئين الحقيقية الا من عاش شظف حياة اللجؤ، ولا يحس بقساوة أوضاع اللاجئين الا من جرب بؤس اللجؤ وإصطلي بجحيم نيرانه،ولا يدرك تعاسة اللجؤ الا من عاش في معسكراته،تعاسة اللاجئ لا تتحول الى سعادة إلا بعد عودته  الى أهله و دياره.
تعتبر عمليات اللجؤ والنزوح والهجرة إحدى أسوأ إفرازات الحروب،فعندما تتعرض المدن والبلاد الى الحرب وتتحول المساكن الى ساحات معارك مفتوحة وتلحق بها عمليات القصف والحرق والابادة وتصاب بالخراب والدمار يبدأ الاهالي والسكان في عمليات النزوح الداخلي او اللجؤ الخارجي حسب مقتضيات الامر و ذلك بحثاً عن أماكن آمنة للاقامة ودائماً ما تكون فئات الاطفال والنساء والكهول والمرضى هم أكثر الفئات تضرراً.و تكون دول الجوار الاقليمي للدولة المحتربة هي أوفر الدول حظاً في تحمل أعباء إستقبال اللاجئين المدنيين الفارين من جحيم الحروب وأعمال العنف.
وأنا أشاهد هده الايام صوراً مأساوية لمجازر النظام السوري وحملات الاعدام الجماعى وعمليات التعديب الوحشي التى أدت بدورها الى تخوف الاهالي وإنتظامهم في حملات لجؤ خارجى عبر الحدود هروباً من القصف المدفعي والجوى الـذى لا يفرق بين صغير او كبير. تدكرت ما كان وما يزال يحدث في السودان من عمليات نزوح ولجؤ للمواطنين في مناطق الحروب والعمليات العسكرية في دارفور وشرق السودان والنيل الازرق وكردفان وجنوب السودان أدت الى تدفق أعداد بشرية مهولة من اللاجئين السودانيين الى دول الجوار في أرتريا وأثيوبيا وفي تشاد وفي كينيا ويوغندا وفي مصر.
وبمناسبة الجدل الدائر حالياً بشأن أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا والاردن تـذكرت تجربة دولة أرتريا مع اللاجئين السودانيين وكيف أنها فتحت أبوابها من غير قيد ولا شرط لاستقبالهم إبان سنوات الحرب وكيف أنها قاسمتهم لقمة العيش والمسكن والمأكل والمشرب برضاء نفس وعن طيب خاطر وهي دولة ناشئة حديثاً ومحدودة الموارد فتحت لللاجئين السودانيين ابواب المدارس والجامعات والمستشفيات والصيدليات كما تفتح للمواطنين وأتاحت لهم استخدام بنياتها التحتية علي قدم المساواة مع مواطنيها دون أن تحتاج الى الاستعانة باصدقاء لتقديم العون ولم تلجأ للامم المتحدة لتتاجر بملف اللاجئيين السودانيين فعاشوا معززين مكرمين الى ان عادوا الى ديارهم واهلهم.إ ذا كان هدا هو حال ارتريا التى لا يمكن مقارنتها  لا بتركيا ولا الاردن من حيث الموارد والبنيات التحتية،فالسؤال الدى يطرح نفسه لما ذا إ ذن  لجأت تركيا والاردن الي مجلس الامن وأعلنتا على  رؤوس الاشهاد ضيقهما من تدفق اللاجئيين السوريين وطلبتا دعمهما دولياً لمواجهة إستحقاقات اللاجئين السوريين!؟.
 الطريقة التى تعاملت بها تركيا والاردن مع ملف اللاجئين السوريين لم تعجب الكثيرين، ففي حين كنا نتوقع منهما أن يحسنا وفادة وإستقبال اللاجئيين السوريين الـذين إضطرتهم الظروف إضطراراً لمغادرة ديارهم وأجبرتهم الأوضاع الأمنية المتفجرة علي ترك أهلهم وممتلكاتهم هرباً من جحيم نظام الاسد الـذى نجح في تحويل سوريا بين عشية وضحاها الي ساحة حرب مفتوحة لم ترحم لا صغيرا ولا كبيرا،لاحظ البعض أن(تركيا والاردن)بدلا من الترحيب بالسوريين وتوفير اسباب الحياة الكريمة لهم، بدأت إحداهما وهي تركيا تتحدث عن ضغوط يمارسها السكان المحليون والمعارضة لرفض اللاجئين السوريين، والأسوأ من دلك أن بعض الدوائر التركية بدأت تروج الى أن اللاجئين السوريين يشكلون قنبلة موقوتة في بلادهم. أما الاردن فحدث ولا حرج ،فقد شكت وبكت من عدم قدرتها على استقبال المزيد من اللاجئيين، وجأرت بالشكوى من ان اللاجئين السوريين باتوا يشكلون ضغطاً علي البنية التحتية والمياه وموارد الطاقة في الاردن ووصل الامر بوزير داخلية الاردن للحد الدى قال فيه امام البرلمان ان بلاده صبرت صبر ايوب علي تدفق اللاجئين السوريين. وليت الأمر توقف عند هدا الحد فقد إستمعت الى وزيري خارجية البلدين(تركيا والاردن) يطلبان من مجلس الامن الدولى فى جلسة الامس بنيويورك المخصصة لبحث أوضاع اللاجئيين السوريين الزام المجتمع الدولي بمساعدة حكومتى بلديهما لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين بطريقة أشبه ما تكون بالمتاجرة بملف اللاجئين السوريين.
بالأمس شهد العالم بأسره سقوط  الحكومة التركية والحكومة الاردنية في امتحان التعامل مع تداعيات أزمة اللاجئين السوريين عندما ضربتا بحقوق الجيرة وروابط العروبة والاسلام عرض الحائط ولم تراعيا روابط التاريخ والجغرافيا ولم تحترما مصالح الجوار المشترك، كما سقط من قبل مجلس الأمن والمجتمع الدولي باثره في إمتحان تعامله مع ملف الازمة السورية مضيعاً وقته في التعامل مع أعراض ومظاهر وإفرازات الأزمة بعد أن فشل في التعاطي الجاد مع جـذور الازمة ومعالجة مسبباتها الحقيقية.
*كاتب وناشط سياسي سودانى

Tuesday 15 May 2012

حاتم السر يشجب تعدى الأجهزة الأمنية على حرية الصحافة بالسودان

على خلفية إعتقال الصحفى السودانى فيصل محمد صالح


حاتم السر يشجب تعدى الأجهزة الأمنية على حرية الصحافة بالسودان



(تعميم صحفى):الثلاثاء ٨ مايو٢٠١٢م: استنكر المتحدث باسم الحزب الاتحادى الديمقراطى حاتم السر المحامى الهجمة المسعورة التى تتعرض لها الصحافة والصحفيين من قبل الأجهزة الأمنية ،وحذرها من مغبة امعانها فى استهداف الصحفيين من خلال حملات المداهمة والمراقبة والمنع من الكتابة والاستدعاء والاعتقال. وشجب اعتقال الاستاذ فيصل محمد صالح واعتبره اعتقال تعسفى بدون تهمة و لا يستند على أية مسوغات او مبررات قانونية..وقال ان ذلك يؤكد ان الأجهزة الأمنية بالسودان فى ظل غياب دولة القانون اصبحت تتعدى بصورة سافرة علي حرية التعبير ونصبت نفسها خصما وحكما على الحريات والحقوق.وشدد السر على ان إعتقال الصحفيين أثناء تأديتهم واجبهم ومصادرة الصحف يمثل انتهاكا صارخا للحقوق والحريات التي كفلها الدستور الإنتقالي والمواثيق الدولية ويعكس الحالة السيئة التى وصل اليها ملف حرية الصحافة فى السودان.وأبدى قلقه من إعتقال الاستاذ فيصل محمدصالح معربا عن ثقته فى عدم وجود اى مبرر لاعتقاله، وطالب باطلاق سراحه فورا محملا الأجهزة الأمنية اى مخاطر قد تهدد صحته او سلامته.وجدد السر مناشدته للمجتمع الدولى عامة ولمنظمات حقوق الانسان خاصة بالتدخل السريع والضغط على نظام الخرطوم لمنع الأجهزة الأمنية من مواصلة ممارساتها الهمجية والقمعية ضد حقوق الانسان السودانى.وناشد رؤساء تحرير الصحف التضامن مع زملائهم وحمايتهم برفضهم تدخل السلطات الأمنية فى شئون المهنة وبعدم استجابتهم للقرارات الأمنية الصادرة بشأن حرمان الكتاب من مواصلة التعبير عن آرائهم. وقال هذه مسئولية أخلاقية ومهنية من لا يقدر علي القيام بها لا يجدر به ان يجلس على كرسى رئاسة التحرير.





Tuesday 8 May 2012

حاتم السر يقلب ملفات المؤتمر العام للاتحادى الأصل مع السودانى(1-2)


 حاتم السر يقلب ملفات المؤتمر العام للاتحادى الأصل(1-2)
·   حاتم السر علي سكينجو، شق طريقه حتى وصل إلى الصفوف الأمامية بالحزب الاتحادي الديمقراطي، وأصبح لديه علاقات قوية مع آل الميرغني باعتبارهم رعاة الحزب، ولكن تربطه بالسيد محمد الحسن الميرغني علاقة أقوى، وقطعاً تلك العلاقات رجحت كفته عند اختياره مرشحاً لرئاسة الجمهورية عن حزبه. (السوداني) ألحت على الرجل ليدلي بدلوه في قضايا المؤتمر العام الذي بدا التصعيد كبيرا حوله باعتباره الهم الأكبر لقاعدة وقيادات حزبه. 

حوار: أحمد دقش

متى ينعقد المؤتمر العام للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل؟ 
لدينا ترتيبات، شارفت على الانتهاء، وسعي لتحديد جو مناسب، وتهيئة مناخ جيد، وكلها تؤهلني لأقول بصدق: إن المؤتمر يبدو قريبا جداً، لذلك أدعو الجميع للاستعداد له بالرؤى الثّاقبة.
قريباً هذه ليست إجابة، هل حددتم موعداً محدداً لانعقاده؟
تعيين التاريخ مسألة سهلة، نحن لم نُسم التاريخ بعد، ولكن أعلن عن تشكيل لجنة الإعداد والتحضير، وتسمية الأعضاء، وبقراءة الأسماء، بحكم الجدية والمعرفة بالرجال، أؤمن بأن التاريخ قريب جدًا، وحديثي هذا لا يعني أني أعرف التاريخ، ولكن واضح جداً أن أمر تحديد الزمان ترك لهذه اللجنة.
متى انعقد آخر مؤتمر عام للحزب الاتحادي؟
هذا سؤال يتكرر كثيرًا، ويمكن أن ألقي على سمعك أقرب إجابة، ولم يعد فيه إدهاش للسامع أو فائدة، معروف أن ظروفًا ما منعت الحزب من الوجود أصلاً، ناهيك عن إقامة مؤتمر عام، يمكنك أن تسأل متى أقيمت آخر ندوة؟ وسأجيبك بنفس الحيثيات، على كلٍ فالحزب يعقد مؤتمراته في الفترة الأخيرة خارج السّودان، نسبة لظروف معروفة، أملتها الضرورات الأمنيّة والسياسية، وأنا لم أشهد مؤتمراً عاماً له إلا في السنوات الأخيرة.
دعني أعيد السؤال مرة أخرى متى كان آخر مؤتمر يعقد لحزبكم؟ 
كان بالقاهرة بحضور قيادات الحزب من داخل وخارج السودان وكان ذلك في عام 2004م، وكان ناجحا ومهما، وحقق الكثير من التقدم في قضايا مركزية، وحضرته دول صديقة، وأفضى للوضع القائم، ولكن أحداثا كثيرة جددت ضرورات متغايرة عن السابق، فاختلفت الكثير من المسميات وتعطلت، وعلى كل فالآليات الحالية قدّرت أن المؤتمر العام أصبح ضرورة وينعقد في رحاب هذا العام.
ما هي الأسباب التي أدت إلى تأخر انعقاد المؤتمر العام لحزبكم كل هذه المدة؟
على حسب دستور الحزب فإن المؤتمر العام ينعقد مرة كل خمس سنوات. وصحيح أن المؤتمر العام للاتحادي الديمقراطي قد تأخر طويلا ولكن يرجع ذلك لظروف واعتبارات لا يد لقيادة الحزب فيها. لأن كل الظروف السابقة كانت غير مناسبة لعقده. بمعنى آخر إنه تقصير ولكنه لأسباب خارجة عن إرادة الحزب ومرتبطة في الأساس بجوانب سياسية وأخرى مالية.
تبريرك لتأخير المؤتمر لأسباب خارجة عن إرادة الحزب كأنها محاولة لتبرئة القيادة من التقصير. ولكن السؤال المهم لماذا إذن فشل الاتحادي في عقد مؤتمره عندما كان حاكماً إبان الديمقراطية الثالثة؟
في تلك الفترة شرع الحزب في عقد مؤتمره العام، ومضى فيه بخطوات حثيثة، وبالفعل عقدت معظم المؤتمرات الاقليمية أو سمها الولائية بلغة اليوم. و الحزب قاب قوسين أو أدنى من عقد المؤتمر العام لو لا انقلاب 30 يونيو 89 المشؤم الذي قطع على حزبنا طريق المؤتمر العام كما قطع على شعبنا طريق السلام. وأذكر في نفس اليوم الذي وقع فيه الانقلاب كانت صيواناتنا منصوبة وكراسينا مرصوصة وخرافنا مذبوحة والثلج يسبح في البراميل بالعيلفون في شرق النيل استعداداً لافتتاح مؤتمر الحزب هناك الذي كان من المفترض أن يخاطبه رئيس الحزب ووزراء الحزب في صبيحة يوم الانقلاب. ومن المفارقات الغريبة أن شربات مؤتمر الحزب اعتقل من أعدت لضيافتهم وشربه العسكر. هذا أذكره بمناسبة ذكرك للديموقراطية، ولنكن أكثر إنصافا ونتذكر أن حزبنا كان محظورا وغير معترف به، في التسعينات مثلاً، ويُسجن من يتحدث باسمه أو يفكر أن يجتمع مع شقيقه، فبطبيعة الحال القمعي حينها كان مجرد التفكير في عقد اجتماع صغير انتحار سياسي ودعوة للاعتقال. 
هل تجاوز الحزب حالياً العقبات المالية التي حالت دون انعقاد المؤتمر العام؟ 
لا أجزم بتجاوزها بالكامل ولكن على الأقل يبدو أن الحزب اقترب من الوصول إلى حلول لهذه الإشكاليات بدليل أن قيادته شرعت فى إجراءات التحضير والإعداد لعقد المؤتمر العام، لكن وعلى كل المال لم يكن عقبة أمام إرادة الاتحاديين، وأمام تعطش الجماهير للمؤسسية، اليوم لو قلنا للطلبة الاتحاديين بالجامعات إن العائق مالي، أجزم بأنهم يتبرعون من مالهم الخاص لإقامته، وهنا يحضرني موقف الجميع في الانتخابات الأخيرة حينما كان يظن البعض أن المال عقبة، أذكر تماما كيف بورك في أموال شبابنا وغطت الكثير من العجز. لذلك أجزم سنتجاوزها تماما، هي وغيرها من العقبات، فلا يوجد شيء سيقف أمام طموحات الشباب والجماهير والقيادة في حزب مؤسسي ديموقراطي قوي، يؤدي دوره الطبيعي في الحياة السياسية والنضال من أجل الديموقراطية والحريات.
وما هي مهام المؤتمر العام المقبل تحديداً؟
مهام المؤتمر منصوص عليها في دستور الحزب وهي عديدة تتراوح ما بين تقييم وتقويم الأداء، وإجازة السياسات والبرامج، وانتخاب رئيس الحزب والمكتب السياسي. ولكن في تقديري سيكون التركيز منصباً بصورة أساسية على قضايا بناء الحزب وتنظيم صفوفه وتفعيل أدائه، لأن الحزب ومؤسساته اضطرت لأسلوب عمل في الفترة الماضية أملته الطبيعة الأمنية للنظام السياسي، والآن نختبر مدى الحرية بعد الانتخابات الماضية والحكومة الجديدة، ونحاول أن نعيد الأمور للوضع الطبيعي، وعلى كل لا أحد يدري بما في الغيب. هناك قضايا وطنية ملحة هناك حرب في الجنوب وتأزم في الشرق وضجر في دارفور ومأساة، هناك قضايا كثيرة تضمنتها مبادرة رئيس الحزب للحل الشامل، وقد وجه المؤتمر أن يضع رأيه الأخير فيها، لذلك تزامنا مع الشق الحزبي هناك طرح وطني، وهناك مساع نعمل عليها لتهيئة المجتمع الدولي لإعلان هذه المبادرة، ونحن مسؤولون من ملفات مثل هذه، سنسعى لأن يخرج الؤتمر العام بحل كامل للمشكل السوداني. 
في نظركم ما هي أبرز التحديات التي ستواجه المؤتمر العام لحزبكم؟ وما هي أكثر القضايا إلحاحا التي سيتم التركيز عليها؟ 
تقييم أداء الحزب خلال المرحلة السابقة للنهوض به وتصحيح كل جوانب القصور التي لازمت الأداء خلال المرحلة السابقة ستكون إحدى القضايا الساخنة، تغيير السياسات ووضع برنامج العمل السياسي الذي يتضمن رؤية الحزب واستراتيجيته للمرحلة القادمة ستشغل بال المؤتمرين، عنصر التجديد في القيادات وضخ دماء جديدة في شرايين الحزب ستطغي على بقية الأجندة، موقف الحزب من التحالفات الحزبية القائمة سيكون حاضراً بشدة، دور حزبنا في توحيد اهل السودان وقيادة طريق ثالث حتى لا نصبح مجرد حزب تابع للاخرين او دائر فى فلكهم سيكون من ضمن التحديات، التعامل مع الواقع الجديد الذى أفرزته رياح التغيير التي اكتسحت المنطقة العربية وأطاحت بالانظمة الدكتاتورية، مواكبة التحولات الكبرى التي طرأت بعد انفصال الجنوب. وتبقى من التحديات التى تشغل بالي وبال معظم الاتحاديين: كيف ننجز مؤتمراً عاماً بأساليب ديمقراطية، وبعيداً عن المناكفات والمزايدات والصراعات التى كانت سائدة خلال المرحلة السابقة، لنعبر من خلاله بالحزب الاتحادي الى آفاق جديدة تعبر عن تطلعات الاتحاديين وتؤسس لوضع المداميك القوية والصلبة التي تمكننا من بناء حزب المستقبل. 
هناك من يتشكك في عدم ديمقراطية المؤتمر العام ويتخوف من إغراقه بأهل الولاء والطاعة العمياء. ماذا تقول لهؤلاء؟ 
ذلك قول مردود عليهم، فالاتحاديون هم صناع الديمقراطية فلا يرضون عنها بديلاً، وهم الذين تحققت للشعب السوداني على أيديهم الانجازات الديمقراطية ولذلك فانهم قادرون على عقد مؤتمر ديمقراطي كامل الدسم، وهم يدركون أن من يعجز عن ممارسة الديمقراطية داخله لا يمكن أن يحققها على مستوى الوطن لأن فاقد الشيء لا يعطيه. أبشرك ان المؤتمر العام سيكون مؤتمرا ديمقراطيا بمعنى الكلمة وسيكون محطة تاريخية مهمة فى مسيرة الحركة الاتحادية. وهذه مرحلة تتطلب التفاؤل والابتعاد عن المزايدات، وهذه مناسبة نذكر فيها الغارقين فى بحور التشكيك أن السيد محمد الحسن الميرغني رئيس قطاع التنظيم قد حرص منذ البداية على وضع الأسس والمعايير الصحيحة للعضوية حتى لا يكون هناك مجال للقيل والقال ووجه بأن يكون التصعيد متدرجاً من اللجان القاعدية مروراً بلجان المناطق ثم المدن ثم الولايات ضماناً لأن يكون العضو المصعد للمؤتمر العام معبراً عن رأي الجهة التي صعدته. المعايير الديموقراطية صارمة، والنقاش بمسؤولية وأوراق العمل الاستشارية تعد الآن، ولسنا نحن من يضيع وقته في اجتماعات صورية للبصم، بل لدينا قضايا ورؤى. 
يقال همساً إن الحكومة ساعدت في تمويل المؤتمر العام للاتحادي. ما تعليقك؟ 
هذا محض اتهام باطل، صادر من خيال مريض، يدخل ضمن ما يسمى إلقاء القول على عواهنه دون أن تسنده حيثيات، وهو افتراء ظالم الغرض منه التجني على حزبنا والتشكيك في مصداقيته وتشويه سمعته. ولا يمكن لحزب مثل الاتحادي عرف على طوال تاريخه بالنزاهة والاستقامة أن يورط نفسه فى عمل مثل هذا. دع الحكومة تعيد لحزبنا ولبقية الاحزاب الاخرى ممتلكاتها المصادرة بدلاً عن الترويج لانها قدمت لنا منحة لتمويل مؤتمرنا، نحن حزب وطني اعتاد على تمويل مناشطه الحزبية من حر مال قياداته وأعضائه، وحزبنا لا يعرف التسول ولا يقبل الهبات والمنح من أي جهة غير الاتحاديين وأصدقائهم. 
لكن في فترة سابقة طلب حزبكم من الحكومة التمويل؟ 
نعم ولكن ذلك منصوص عليه في قانون الأحزاب الحالي على علاته، ونحن لم نطلب التمويل للانتخابات وحدنا وانما هو حق لكل الأحزاب السياسية الأخرى، ومع ذلك فالتمويل الذاتي هو خيارنا وهو مرتكز لا نحيد عنه، فمن لا يملك كفايته وماله لا يملك قراره، ونحن لا نبيع قرارنا. 
ألم يدفع المؤتمر الوطني لحزبكم أموالاً طائلة في فترة الانتخابات؟ 
كل ذلك محض افتراء... أنا كنت مرشحًا رئاسياً، ونعم كنت أسمع بأذني أن المؤتمر الوطني دفع لنا وفعل لنا وقيل وقيل، ولا أخفيك سرًا إن قلت لك: حتى هذه اللحظة ممتلكات الحزب المصادرة لم تعد إليه، وديون الانتخابات تكبل العديد من القيادات فى العاصمة والولايات. هذه هى الحقيقة مجردة ولكنى أدرك وأعرف تماما كيف سيحاول البعض التشويش على الجماهير الاتحادية بترهات وأكاذيب وأسطوانات مشروخة، لا راد لها إلا وعي المواطن، نحن لا نملك أجهزة إعلام، لا صحف ولا تلفزيونات، ولكننا نملك مجالس المدينة ووعي الجماهير.


حاتم السر لـ(السوداني):  (2 – 2)

هناك اتهام موجه لكم  ورد في مذكرة الاتحاديين المرفوعة لرئيس الحزب يقول إن هياكل الحزب لا يوجد بها جسم باسم الهيئة القيادية، وإن رئيس الحزب هو من استحدثها لتتخذ قرار المشاركة في الحكومة؟
هؤلاء وقعوا في الخطأ نتيجة لتقصير الحزب في  تمليك اللجان والقواعد الوثائق  المهمة مثل الدستور واللائحة والهيكل التنظيمي وعموماً كل من يرجع إلى نصوص الدستور المودع لدى مسجل الأحزاب سيجد الفصل الخامس من الدستور مخصصاً للهيئة القيادية تعريفها، تكوينها، مهامها، مسؤولياتها. مجرد القراءة تكفي.
هناك تنبؤات بأن حزبكم مقبل على مرحلة تصفية حسابات. ويخشى البعض أن يكون المؤتمر ساحة لها. ما مدى صحة ذلك؟
هذه أمنيات البعض، وبصراحة شديدة أنا لا أرى ذلك، بل على العكس تماماً أتوقع أن تسير الأمور بصورة سلسة وتحسم القضايا الخلافية بصورة توافقية رضائية بدون مهزوم أو منتصر، سنخيب ظن من روجوا لفكرة الصراع. نحن ندير خلافاتنا بشكل ديموقراطي، لن نعزل التيارات ولكنها ستظل تيارات لصنع رأي وطني راجح، المؤتمر ساحة للبناء، وللبناء فقط، وأراهن على وعي الاتحاديين وقدرتهم على تفويت الفرصة على المتربصين.
يتردد أن المؤتمر العام لحزبكم مهدد بالانقسام إلى نصفين بسبب الاختلاف حول المشاركة في الحكومة العريضة، كيف ترد على ذلك؟
لا أعتقد ذلك، والاختلاف في الرأي داخل الحزب شيء طبيعي وموجود وهو ظاهرة صحية تؤكد ديمقراطية الحزب، وتقف دليلا على أن الحزب يحترم حق الاختلاف في الرأي بين أعضائه. واختلاف الآراء لا يعني الدخول في معركة كسر العظم، إنه مجرد اختلاف في وجهات النظر وتباين في الرؤى بشأن مستجدات برزت في الساحة الحزبية في مرحلة ما قبل المؤتمر العام، وتم الاجتهاد حولها واتخذت بشأنها قرارات قابلة للخطأ وللصواب، وإن كان من تقييم أو مراجعة أو غيره فسيكون  داخل المؤتمر عبر آليات ممارسة رشيدة للديمقراطية. معروف أن قضية المشاركة محل خلاف بين الاتحاديين ولكن يصور بشكل غير واقعي وبحجم مبالغ فيه. وهذه القضية تستحق النقاش داخل المؤتمر العام وليس هناك منبراً أنسب لبحث المشاركة غير المؤتمر العام. ولا أريد أن أستبق عملية التقييم والتقويم التي سيقوم بها المؤتمر العام ولكني على قناعة أن الجميع سيكتشف أن المؤتمر الوطني جعل مشاركة الاتحادي في حكومته مثل (القبة بلا فكي). وعلى كل فأنا على ثقة أن مصلحة الوطن والمواطن هي محرك الآراء بالنسبة للطرفين، ولن نألو جهدا في تقديم المصلحة الوطنية.
في ظل ما يتردد من خلاف الاتحاديين حول زعامة الميرغني للحزب. هل هناك أي اتجاه لانتخاب رئيس جديد للحزب غير الميرغني؟
الحديث عن خلافات الاتحاديين على زعامة الميرغني للحزب هي محض افتراء ويدحضها أننا حزب مفتوح ولا نعرف دس خلافاتنا وكتمها إن وجدت. وأستطيع أن أقول لك  إن الاتحاديين يمكنهم الاختلاف  حول كل شيء ما عدا زعامة الميرغني للحزب فهم مجمعون على قيادته للحزب ومعترفون بأهليته لذلك بشخصيته وكاريزميته الكبيرة. وهناك إصرار وعزيمة لدى الكل على بقاء الميرغني نابع من القناعة برمزيته ودوره وخبراته الطويلة وأنه شخصية وفية، البعض يريد أن يُلبس مولانا خطايا الآخرين، ويضعه مع طرف دون آخر، ونحن أبناء مولانا ومريدوه نعرف، أن الميرغني لكل الاتحاديين ولكل السودان، وأن عباءته هي العباءة الوحيدة التي تسعنا جميعنا، وفيها الأمل الوحيد للدولة المدنية الديموقراطية في السودان؛ لأنه يعترف بالآخر ويمنحه الفرصة ويحافظ على أبوته للجميع. وطبعا الاتحادي حزب وفي لا يغدر بكباره.
لكن هناك أصوات اتحادية تطالب بتنحي الميرغني عن القيادة وتحمله مسؤولية الاخفاقات التي وقع فيها الحزب؟
لا أشكك في اتحادية أحد لكن تطورات الأحداث بالبلاد تدعو الاتحاديين كافة للالتفاف والاصطفاف حول الميرغني لقيادة المسيرة الاتحادية في هذه المرحلة الحرجة. الاتحاديون يرفضون التطاول على الميرغني لأن مواقفه الوطنية فوق الشبهات، وهو شخصية وطنية يتمتع برصيد حافل بالمواقف الوطنية المشرقة، وعهده مضيئ بالإنجازات، وعطاؤه الحزبي معروف، والميرغني بإجماع الاتحاديين عليه هو رجل المرحلة القادمة وهذا ليس قولي وحدي إنما قول كل الاتحاديين. تجربة النضال في التجمع الوطني الديموقراطي وقبلها سنوات، وبعدها، ذقنا فيها ما ذقنا لم نجد ولم يجد المثقفون والأحزاب الوطنية غير الميرغني ملاذاً، لأنه بوعيه وبصيرته يدرك مسؤوليته الوطنية في جمع الناس. الميرغني الذي سبقت بصيرته تنظيرات الكثيرين، حينما جاء بالسلام في 1988 كان الجميع ينتقده ويخوّنه واليوم كلهم يعضون أصابع الندم على ما فوتوه، وحينما رفض التوقيع على حق تقرير المصير في أسمرا، انتقده المثقفون، ولكنهم جميعا عرفوا حكمته اليوم، خبرة الميرغني السياسية طوال هذه الأعوام تجعله تاجا يزين مسيرة الاتحاديين، وفخرا لا نقبل تحميله أخطاء الآخرين، ولا أعتقد أننا بوسعنا إطلاق حكم على أشياء لم تكتمل صورها، حتى تطلقون عليها إخفاقات.
نوجه لك سؤالاً ينتظر الاتحاديون وغيرهم من السودانيين الإجابة عليه: أي مؤتمر يريد الأستاذ حاتم السر؟
سؤال كبير ولكني سأكون محدداً وأقول كلاماً مختصراً، أريد ما يريده الأشقاء الاتحاديون مؤتمراً ديمقراطياً  يكون ساحة لطرح برامج التجديد والإصلاح الديمقراطي الحقيقي. مؤتمراً يرسم الخطط، ويوزع الأدوار، ويحدد المسؤوليات النضالية، من أجل تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والديمقراطية فالاتحاديون صناع الحرية والديمقراطية لن يرضوا بديلاً عنهما. نريد مؤتمراً عاماً يشكل نقلة نوعية مهمة في مسيرة الحزب. نحن حزب فريد من نوعه، نتكئ على تاريخ مشرف، ونتميز بمواقف وطنية نظيفة، ونتمتع برؤية حزبية مستنيرة، ولم تتلوث أيادينا بالفساد، فنريد مؤتمراً عاماً يعزز صلات حزبنا بالجماهير، ليكسب ثقتها، ويستقطبها إلى جانبه ليتبوأ مكانته اللائقة به في مركز الصدارة والقيادة ويكون مؤهلاً للوصول إلى سدة الحكم عبر الانتخابات الديمقراطية الحرة والنزيهة. نحن نريده ساحة لطرح برامج التجديد والإصلاح الديمقراطي الحقيقي.
كيف يتحقق الإصلاح والتجديد ومعظم القيادات المخضرمة تنوي الاحتفاظ  بمناصبها؟ وأنت تؤكد أن الميرغني سيستمر زعيماً للحزب؟
المطروح هو ترسيخ مبدأ الانتخاب الحر والمباشر للقيادات الحزبية، وإرساء مبدأ اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، وهذا هو أرقى وأهم شكل من أشكال الممارسة الديمقراطية في الأحزاب يتم عن طريق المؤتمرات العامة. مع احترامنا التام لقرارات المؤتمر إلا أنني أؤكد على أن دور الشباب مهم وضروري جدا فالشباب هم الذين يشكلون العمود الفقري للحزب وحزب لا يضع في سلم أولوياته الاهتمام بشريحة الشباب لا يمكن أن يتطور أو ينمو وحزب بلا شباب هو حزب بلا مستقبل. أتوقع في إطار عمليات التجديد والتغيير أن تتداول المواقع بين القيادات حتى يرسي المؤتمر العام ثقافة عدم احتكار المناصب الحزبية بحيث يقبل من هو اليوم في الصف الأمامي أن يكون غداً في الصف الثاني .المؤتمر سيد نفسه وهو أعلى سلطة في الحزب ومن حقه انتخاب قيادة جديدة أو تجديد الثقة في القيادة القديمة ومن يأتي به المؤتمر العام فأهلا به وسهلا.
هل نفهم من دعوتك المؤتمر العام لحزبكم للاهتمام بالشباب أنك تحرضهم ضد الشيوخ؟
أنا لا أدعو لتحريض أو فتنة، لكني أرى في هذه المرحلة المهمة أن توكل قيادة مؤسسات الحزب التنفيذية التي تتطلب عملا يومياً  للشباب فهم أكثر قدرة على التحرك وأسرع استيعاباً لظروف المرحلة، وأرى أن لا تسند أي مهام حزبية تنفيذية لمن تجاوز الستين من قيادات الحزب، بحيث تكون مواقعهم في المكاتب السياسية والهيئات الاستشارية ومجالس حكماء الحزب للاستفادة من خبراتهم النضالية  ولينقلوا تجربتهم الغنية وتاريخهم النضالي لجيل الشباب، وأكون سعيدا إذا اتفق المؤتمرون على ألا يتولى من تجاوز الستين منصبا حزبيا تنفيذياً ما عدا الرئيس والأمين العام اللذين تتطلب مهامهما شخصيات بمواصفات خاصة. نحتاج إلى ضخ دماء جديدة، عالمة بمشاكل الحاضر، وآليات تنفيذها، ونكن للشيوخ تقديرا يعرفونه جميعا، لذلك نؤثر أن يكون مكانهم في خزانة الآراء والأفكار، ويكون التفكير للشباب.
ما مصير القيادات التي صدرت بشأنها قرارات  تجميد وفصل من المراقب العام؟ هل سيسمح لها بحضور المؤتمر العام؟
لا أدري عن أية قيادات تتحدث، ولا أذكر تحديداً من صدرت بشأنهم قرارات التجميد أو الفصل، وهذه مسؤولية مكتب المراقب العام للحزب، ولا نتدخل فيها، ولكن هذا السؤال يشكل مدخلاً للحديث عن قضية حزبية ظلت مثار جدل بين الاتحاديين ألا وهي قضية المحاسبة والمساءلة. الرأي عندي أن الحزب ليس جمعية خيرية ولا ناديا ولا مقهى فهو مؤسسة سياسية يرتبط أعضاؤها بوحدة فكرية وتنظيمية ولذلك لا بد من مراعاة الانضباط وعدم التفلت حتى يتمكن الحزب من النجاح في تحقيق رسالته التاريخية. ولا كبير على المساءلة، والقانون يسري على الكافة.
هل تعتقد إمكانية مشاركة الفصائل الاتحادية الأخرى بتياراتها المختلفة في هذا المؤتمر العام؟
ليس مطلوباً في هذه المرحلة مشاركة الفصائل الاتحادية الأخرى في هذا المؤتمر العام لأنه مؤتمر الأصل، ولكن مطلوب من المؤتمر وبإلحاح شديد أن يبحث هذا الملف ويخرج بقرارات واضحة تشكل ضمانات حقيقية لبدء حوار جاد ومسؤول بين الاتحاديين بعيداً عن الشعارات والعواطف والإسفاف وبعيداً عن المجاملات السياسية أو الاجتماعية مطلوب الدخول في حوار مختلف عن كل الحوارات السابقة، حوار يتحدث فيه الاتحاديون إلى بعضهم البعض بدون حواجز أو حساسيات أو أحقاد أو مرارات لنصل في نهاية المطاف إلى وحدة حقيقية للحركة الاتحادية، وهي قريبة.
كيف يحتاط حزبكم لعدم تعرضه للتلاشي والزوال الذي أصاب أحزابا تاريخية مماثلة ومتشابهة له في مصر والهند وبلدان أخرى؟
ليس لدى الاتحاديين قلق ولا يشعرون بالخوف من المستقبل، بل مطمئنون أن حزبنا بالرغم من ظروف الاستهداف الصعبة التي يتعرض لها، إلا أنه قادر على البقاء والتطور بفضل صمود جماهيره الواعية والمخلصة التي لا نخشى في ظل وجودها على حزبنا من التفكك. فالحقيقة التاريخية تقول إن البقاء للشعب، ونحن أبناء هذا الشعب، والقوة الحقيقية التي تتصالح مع الماضي، ومع المستقبل، لنا التاريخ، فلا بد أن يكون لنا المستقبل لو أخذنا بأسباب الحاضر، ومؤتمرنا هذا خطوة أساسية فيه.
نقلاً عن صحيفة السودانى الخميس 3 مايو 2012م


أنا مؤمن بأن كل مصائب السودان من صنع المؤتمر الوطنىحاتم السر: أنا مؤمن بأن كل مصائب السودان من صنع المؤتمر الوطنى الاتحاديون سيبقون شوكة حوت فى حلق أعداء الديمقراطية شن القيادي بالحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل حاتم السر، هجوما عنيفا اليوم على المؤتمر الوطنى متهما اياه بأنه وراء كل الأزمات التى يتعرض لها السودان،مضيفاً:إننى من المؤمنين بان كل مصائب البلاد من صنع المؤتمر الوطنى، وحمله مسؤولية تدهور الأوضاع بالبلاد. وقال القيادي الاتحادى الذي يتولى مهام الناطق الرسمى باسم حزبه فى حوار أجرته معه صحيفة الاهرام اليوم السودانية ان الحزب الاتحادى الديمقراطى لا يربطه زواج كاثوليكي مع الحكومة على حد وصفه،مشيراً الى أن كل الاحتمالات مفتوحة أمام حزبه على مصراعيها،وملمحاً الى ان كل المعطيات تشير إلى أن قطار المشاركة يوشك أن يدخل محطته النهائية،مؤكداً الى أن الحزب الاتحادي لن يصبر أكثر مما صبر على تجاوزات وممارسات المؤتمر الوطني الاستفزازية.وكشف السر إن علاقات الاتحاديين مع بقية القوى السياسية السودانية الأخرى أفضل بكثير من علاقتهم مع المؤتمر الوطني، وأرجع السبب لوجود ثقة متبادلة ورصيد من العمل المشترك بين الاتحاديين وتلك الأحزاب عدا المؤتمر الوطنى.وقال لن نسمح لمشاركة حزبنا الرمزية في السلطة أن تكون سبباً للتنكر لعلاقاتنا الأصيلة مع القوى السياسية السودانية.وقال السر إن المؤتمر الوطني يستهدف الحزب الاتحادي ويعمل على إضعافه ومسحه من الخارطة السياسية، ولكن أزف لهم البشرى بأن الاتحادي الديمقراطي سيبقى بمثابة (شوكة حوت) في حلق أعداء الديمقراطية، كما سيقف خنجراً في خاصرة أعداء الحرية. وتطرق الى احداث هجليج قائلا أن عودتها المتوقعة إلى حضن الوطن ليست نهاية المطاف،مشيراً الى أن هناك معارك أخرى غير عسكرية ذات طابع سياسي واقتصادي ودبلوماسي تنتظر السودان،وأضاف أن التعامل معها يتطلب إعمال العقل والفكر وليس العاطفة، وتحتاج إلى الابتعاد عن روح الانتقام وتتطلب السمو فوق الجراح والتغاضي عن التجاوزات،وطالب السر بسرعة التوجه بصدق نحو تهيئة المناخ الملائم لانطلاقة الحوار والتفاوض الجاد بين الدولتين لحسم كافة القضايا العالقة بينهما، بما يحقق مصالح الشعبين ويؤسس لجوار أخوي وعلاقة متميزة لبلدين كانا بلداً واحداً قبل الانفصال والمفاصلة. ودافع السر عن لقائه برئيس حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم بلندن قائلا:هم شكاؤنا فى الوطن نافياً وجود قطيعة بين الحزب الاتحادي وحركة العدل والمساواة،مؤكداً وجود تعاون وتنسيق محكوم بمذكرة تفاهم موقعة بين الطرفين. وفتح السر النار على بعض وسائل الإعلام التى وصفت لقائه برئيس حركة العدل والمساواة بانه مؤامرة على السودان،متهماً إياها بأنها تدور فى فلك المؤتمر الوطنى وتنظر للمسائل بمنظاره. وأشاد السر بشباب الحزب الاتحادى الديمقراطى وحيا مواقفهم النضالية وإستغرب من بعض القيادات الحزبية التى تنظر الى الشباب على أنهم مجرد (عيال) وأعاب عليهم إتهامهم للشباب بأنهم أدوات يتم تحريكها بواسطة قيادات حزبية أخرى لتصفية حسابات ليسوا طرفاً فيها،وقال:شباب الحزب أكبر وأنضج من أن يسمحوا لأى شخص أن يستغلهم. فيما يلى نص الحوار الناطق الرسمي باسم الاتحادي الأصل حاتم السر في حديث من نار: أنا من المؤمنين بأن كل مصائب السودان من صنع المؤتمر الوطنى حوار - محمد الخاتم (كنت واثقاً من استعادة هجليج ولكن....) (المشاركة الرمزية لحزبنا لن تكون سبباً للتنكر لعلاقاتنا القديمة مع الأحزاب..)، (شهادتي في تقييم المشاركة مجروحة ولا أعتقد أن مولانا الميرغني سيقبل بوضع مائل كهذا..)، (الاتحادي لن يصبر أكثر على تجاوزات الوطني الاستفزازية وينبغي ألا تكون المشاركة سبباً لتأخير بناء الحزب وتفعيله.. )هذه وغيرها كانت جزءاً من إفادات الناطق الرسمي للاتحادي الأصل حاتم السر في حواره مع (الأهرام اليوم) من مقر إقامته في لندن، فإلى مضابط الحوار: * دعنا نبدأ بهجليج، ما تقييمك لما كان وما سيكون؟ - بالنسبة لي كان متوقعاً أن تعود هجليج إلى حضن الوطن العزيز، وكنت واثقاً من ذلك، ولكنني كنت وما زلت مهموماً بأن هناك معارك أخرى غير عسكرية ذات طابع سياسي واقتصادي ودبلوماسي تنتظر السودان، فماذا نحن فاعلون لها؟ علماً بأن التعامل معها يتطلب إعمال العقل والفكر وليس العاطفة، وتحتاج إلى الابتعاد عن روح الانتقام وتتطلب السمو فوق الجراح والتغاضي عن التجاوزات، والتوجه بصدق نحو تهيئة المناخ الملائم لانطلاقة الحوار والتفاوض الجاد بين الدولتين لحسم كافة القضايا العالقة بينهما، بما يحقق مصالح الشعبين ويؤسس لجوار أخوي وعلاقة متميزة لبلدين كانا بلداً واحداً قبل الانفصال والمفاصلة، التى غرست نيفاشا بذرتها في تربة السودان الواحد الموحد فأحالته إلى دولتين متحاربتين. * بالإشارة للمعارك السياسية التي ذكرتها، أنت هاتفت مؤتمر حزبك بالولايات المتحدة مطلع الشهر الحالي من مقر إقامتك بلندن، وقلت إن مشاركة الاتحادي في الحكومة لن تحول دون السعي لإحداث التغيير، كيف يستقيم أن يسعى حزب لإسقاط حكومة هو جزء منها، أم أي تغيير تقصد؟ - أولاً أنا لم أقل بذلك إطلاقاً وأدعوك لإعادة قراءة نص كلمتي لمؤتمر الحزب بأمريكا لتقف على حقيقة ما قلته، وأنا والحمد لله ما زلت بكامل وعيي ولم أُصب بالزهايمر وأعرف جيداً ماذا أقول وأين ومتى!! وحتى نضع حداً لهذا الجدل أنا قلت حرفياً الآتى: (... وعلينا أن نضع في اعتبارنا حقيقة أن النهوض بحزبنا وإصلاح حاله وتفعيل أدائه أمر ممكن، حتى في ظل قيود المشاركة التي قللت من فاعلية الحزب وشلت حركته، وأدمت وما زالت تدمي قلوب الاتحاديين المخلصين). هذا نص ما قلته، وإذا كان خطأ فإني أقبل بالمحاسبة، وإذا كان مستحيلاً فإني أعتذر عن الشطحات. هذا ما قلته وأكرره عبر صحيفتكم الغراء؛ ينبغي ألا تكون المشاركة سبباً لتأخير بناء الحزب وتفعيله. وبعبارة أخرى أنا قلت ما ظل يردده مولانا السيد الميرغني حينما يسأل عن المشاركة فيقول: التحدي ليس في أمر المشاركة أو عدمها، بل هو في تحقيق الأهداف على مستوى الوطن (الوفاق والسلام)، وعلى مستوى الحزب (التنظيم والتفعيل)، وعليه ينبغي ألا تكون المشاركة حجر عثرة أو عقبة في طريق تحقيق الأهداف المرسومة. * المفارقة أنك أطلقت دعوتك من لندن خلال مخاطبة آخرين من حزبك في الولايات المتحدة، الأمر الذي يجعل تأثير الدعوة بالداخل شبه صفري، ما هو سر بقائك بالخارج واعتزال الوطن؟ أنت متهم بأنك تهرب إلى الأمام؟ - من قال لك إني استهدفت بخطابي جماهير الشعب السّوداني بالداخل؟ خطابي بالدّرجة الأولى موجّه للأشقاء الاتّحاديين المؤتمرين في واشنطون، فإذا تعدّاهم إلى غيرهم عبر الوسائط المتاحة في عالم اليوم الذي قيل إنه أصبح قرية كونية يكون خيراً وبركة، وإذا لم يخرج من واشنطون يكون قد أدى غرضه تماماً. أما سؤالك عن بقائي بالخارج فالإجابة قلتها من قبل وأكررها الآن، أنا موجود بالخارج لارتباطي بمهام أكاديمية تخصني ولست معزولاً عن قضايا الوطن وقضايا الحزب، وأقوم بمهامي الوطنية على أكمل وجه وأتابع ملفات في غاية الأهمية، وعليك أن تعلم أن الشأن السوداني لم يعد محلياً بحتاً وتأثير الخارج عليه أكبر وأخطر من تأثير الداخل. أما بخصوص اتهامك لي باعتزال الوطن والهروب إلى الأمام فبدون أن أسهب في ارتباطي بالوطن، أود أن أؤكد لك أنه بالرغم من الابتعاد عن الأهل والبلد إلا أنني موجود في قلب الأحداث على مستوى الحزب والوطن، ولم تنقطع اتصالاتنا مع كل القطاعات في الحزب، كما أن وجودي بالخارج أتاح لى إنجاز العديد من القضايا المهمة ويعلم بتفاصيلها من يهمه أمرها، وأنا لا أعتزل الوطن ولا أزهد فيه، فالوطن ليس الأرض التي ولد الإنسان فيها فحسب، ولا حتى مكان إقامته وإقامة عشيرته وأهله.. فللوطن معان أخرى أبعد وأعمق من ذلك بكثير لا يمكن التجرد عنها أو التخلي عنها، والحمد لله الإحساس بالوطنية والارتباط بالوطن لم يفارقنا أبداً، فالوطن يعيش في دواخلنا ونحن نخدمه بتجرد ونعشقه بصدق لأن حب الأوطان من الإيمان. وأنا مستعد لأفدي وطني بدمي وروحي لأنك عزيز أنت يا وطني رغم آهات المحن. * التقيت مؤخراً برئيس العدل والمساواة، هل كان الاجتماع بتكليف من قيادة الحزب أم بمبادرة من شخصك؟ وإن كان تكليفاً من القيادة هل هو بغرض التنسيق بين الحزب والحركة؟ أم وساطة من واقع شراكتكم مع المؤتمر الوطني؟ أم ماذا بالضبط ؟ - لقائي مع الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة لم يكن استثناءً، فالرجل على المستوى الشخصي تربطنا معه معرفة قديمة وأواصر صداقة ممتدة، ودائماً نتبادل معه ومع بقية قيادات الحركة اللقاءات، أما على المستوى التنظيمي فلا توجد قطيعة بين الحزب الاتحادي وحركة العدل والمساواة، بل يوجد تعاون وتنسيق محكوم بمذكرة تفاهم موقعة بين الطرفين، وما دار في اللقاء تم إعلانه في حينه، وأنا أستغرب جداً لتناول بعض وسائل الإعلام لهذا اللقاء بصورة سلبية وإظهاره وكأنه مؤامرة ضد البلد، ولكني أعذر وسائل الإعلام التي وقعت في هذا الخطأ بسبب إصرارها على قياس الأمور بمقياس المؤتمر الوطني، والنظر للقضايا بمنظاره، ولذلك كان طبيعياً أن تقع في خطأ التحليل. أؤكد لك أننا نحن حزب مستقل ومنفصل عن المؤتمر الوطني، ولا يجمعنا به إلا ما يجمعنا ببقية القوى السياسية السودانية الاخرى، وهو العمل من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والوفاق الوطني الشامل. لعلي لا أبالغ إذا قلت لك إن علاقات حزبنا الثنائية مع بقية القوى السياسية السودانية الأخرى أفضل بكثير من علاقتنا مع المؤتمر الوطني، والسبب في ذلك يعود لوجود تفاهم وثقة متبادلة ورصيد من العمل المشترك بين حزبنا وتلك الأحزاب، وبالمقابل رصيد من عدم الثقة مع المؤتمر الوطني. ولذلك فإننا كاتحاديين نحرص على التعامل والتنسيق مع كافة الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي السوداني، فهم شركاؤنا في الوطن وكانوا حلفاءنا حتى الأمس القريب، ولن نسمح لمشاركة حزبنا الرمزية في السلطة أن تكون سبباً للتنكر لعلاقاتنا القديمة مع القوى السياسية السودانية، التي تعرف حقيقة علاقتنا مع المؤتمر الوطني وطبيعتها، ولا أتصور وجود اتحادي ديمقراطي عاقل يفكر بهذه الطريقة الانعزالية التي تتنافى مع طبيعة حزبنا المنفتحة على الجميع. باختصار شديد إذا كان المؤتمر الوطني منتظراً من حزبنا أن يفرح لفرحه ويغضب لغضبه ويصالح عندما يصالح هو ويخاصم عندما يخاصم هو فإنه يكون على خطأ كبير، وفي هذه الحالة ندعوه لإعادة حساباته. * ماذا عن وضعية حسنين وهجو بالحزب، وهل تجد تشابهاً بينك وبينهما من حيث وضعيتكم في الحزب كمشاغبين ومتمردين على خطه السياسي كلٌّ على طريقته؟ - هذه قيادات حزبية كبيرة ورموز وطنية لا يصح وصفهم بالمشاغبين أو المتمردين، تتفق أو تختلف معهم فإنهم يناضلون ويضحون من أجل إعادة الديمقراطية الحقيقية للبلاد، ويقاومون بكل السبل المتاحة الظلم والانتهاك والقهر.يجمعنا بهم العمل من أجل نهضة وعزة وكرامة هذا الوطن العزيز ويفرقنا رغم أن لكلٍ طريقته الخاصة ومنهجه الخاص كما قلت أنت، بمعنى أننا نتفق في الأهداف ولكننا نختلف في الوسائل. أنا على قناعة تامة أن وحدة الهدف كفيلة بتذويب اختلاف الوسيلة طال الزمن أم قصر، وعموماً أنا لا أخرج عن التنظيم ولا أتفلت عن الالتزام الحزبي ولا أتنكّر للمبادئ، وتحركاتي من أجل الوطن والمواطن محكومة بالالتزام بالموجهات الحزبية ووفقاً للصلاحيات المعلومة. * طالبت خلال مخاطبتك لمؤتمر حزبكم بالولايات المتحدة جماهير الاتحادي بأن لا تجرد القيادات الداعمة لخيار المشاركة من وطنيتها، هل تعني أن قرار المشاركة ينم عن حس وطني؟ - أرجوك يا أستاذ لا تجرجرني إلى متاهات لا أريد الدخول فيها.أنا ما عنيته بحديثي كان واضحاً ولا يحتاج إلى شرح أو تفسير، وأكرر أن صكوك الوطنية ليست بيد الرافضين للمشاركة وأنا واحد منهم لنقوم بتوزيعها على من نشاء.كل الذي قلته هو أن يبتعد الأشقاء بأمريكا عند مناقشة قضية المشاركة من الغرق في (شبر موية فلان وطني وفلان خائن وفلان حزبي وفلان غواصة)، حتى يتفرغوا تماماً لبحث القضية بحثاً موضوعياً ويخرجوا بمقترحات عملية، والحمد لله هذا ما تم فعلاً حسب ما نقل إلينا وطالعناه في البيان الختامي للمؤتمر الناجح. * الآن بعد مرور ما يقارب الخمسة أشهر ما تقييمك لمشاركة حزبك في الحكومة، هل ثمة فعل إيجابي تجاه أحوال البلاد والعباد باعتبارهما الحجة في دخول الحكومة؟ - أنا أعتقد أن الفترة التي مضت منذ المشاركة حتى اليوم كافية جداً لإجراء عملية تقييم وتقويم بطريقة هادئة لعملية المشاركة ومعرفة حصيلتها النهائية، وهذه مهمة لا يقوم بها فرد واحد مهما كانت مكانته وإنما تحتاج لفريق عمل متخصص.أمّا بشأن تقييمي الشخصي للمشاركة فلا أريد أن أقول شيئاً في هذه اللحظات لأن شهادتي في المشاركة مجروحة ورأيي حولها معروف، أنا مع التقييم المؤسسي للعملية. * سبق أن قلت إن الاتحادي سيقفز من قطار السلطة عاجلاً أو آجلاً، والآن هناك همس في الدوائر الاتحادية عن خطوة كهذه فما حقيقته، وهل ناقشت الأمر مع الميرغني؟ - معلوم أن حزبنا لا يربطه زواج كاثوليكي مع الحكومة ولذلك تبقى الاحتمالات مفتوحة أمامه على مصراعيها.كل المعطيات تشير إلى أن قطار المشاركة يوشك أن يدخل محطته النهائية والأسباب كثيرة بعضها معلوم بالضرورة ولا يحتاج لدرس عصر، والبعض الآخر مدون في دفاتر لجان الحزب المختصة، ولا أظن أن الحزب الاتحادي سيصبر أكثر مما صبر على تجاوزات وممارسات المؤتمر الوطني الاستفزازية تجاهه، والتي يجسد أبرز عناوينها: استغلال المؤتمر الوطني لمشاركة الاتحادي معه في السلطة واستخدامها ذريعة لتوسيع الخلافات وسط الاتحاديين، وتشويه صورتهم، وإحباط قواعدهم، والعمل على استقطاب كوادر حزبنا للانضمام لصفوفه من خلال عمليات الإغراء بالسلطة والثروة، ودعم وتمكين خصوم الحزب، وتهميش الاتحاديين. لا أعتقد أن مولانا الميرغني سيقبل بوضع مائل كهذا ولن يقبل بتقزيم حزب يقوده ويتزعمه، ولن يقبل بمنهجية التعامل معه بلا أخلاقيات وبعيداً عن القيم. * الملاحظ ابتعادك عن الإعلام وإمساكك عن التصريحات طيلة الفترة التي أعقبت مشاركة حزبكم في الحكومة، رغماً عن كونك الناطق الرسمي، لتعقب ذلك الصمت بالحديث المتواتر عن القفز من قطار السلطة؟ - سكوتي طيلة الفترة الماضية كان تحاشياً مني للمساهمة ولو بالقليل في صب المزيد من زيت الرفض على نار المشاركة المشتعلة أصلاً في الحزب من أقصاه إلى أدناه.وخروجي من الصمت كان للتضامن مع الأشقاء والمساهمة معهم في حماية حزب الحركة الوطنية من عمليات الاستهداف السياسي والقصف الإعلامي المنظم، التي ظل يتعرض لها مؤخراً من دوائر سياسية معروفة بعدائها لحزبنا، وقد طال قصفهم العشوائي وأصاب حتى بعض الاتحاديين المشاركين في الحكومة، ولم يكن ذلك مستغرباً لأن الأصل عند المؤتمر الوطني هو استهداف الحزب الاتحادي والعمل على إضعافه ومسحه من الخارطة السياسية، أو في أحسن الحالات العمل على تذويبه في المؤتمر الوطني والشواهد على ذلك كثيرة. أنا شخصياً من المؤمنين بأن كل المصائب التي حلت بالأحزاب ولحقت بالبلاد من صنع المؤتمر الوطني، ولكن أزف لهم البشرى بأن الاتحادي الديمقراطي سيبقى بمثابة (شوكة حوت) في حلق أعداء الديمقراطية، كما سيقف خنجراً في خاصرة أعداء الحرية. * ولكنك متهم من قبل بعض القيادات بحزبك بأنك تمارس سياسة الاستقطاب للشباب، وتحرضهم للتمرد على القيادة الحالية بسبب موافقتها على المشاركة في الحكومة؟ - أنا أتشرف بالتواصل المستمر مع شريحة الشباب بالحزب، وأحرص على العلاقة الجيدة معهم، وأستخدم من أجل تحقيق هذا الهدف كل وسائط الاتصال المتاحة خاصة الإلكترونية، كما أحرص جداً على التشاور معهم وتبادل وجهات النظر حول مجريات الأمور الحزبية والوطنية، منطلقاً في ذلك من واقع تجربتي الشخصية معهم، فقد كانت بحق تجربة ثرية وشراكة ذكية إبان الانتخابات الأخيرة، حيث لم أجد غيرهم في الساحة فتصدوا لحمل المسؤولية وأدوها على خير وجه وآزروني عندما خذلني من يسمون أنفسهم بالكبار، ورغم كل ما يربطني بشريحة الشباب إلا أنني لا أملك القدرة على تحريكهم وتحريضهم كما يدعي ويزعم البعض، وخطأ كبير جداً أن تتصور هذه القيادات أن شباب الحزب عبارة عن شوية (عيال) يقوم حاتم السر بتحريكهم، فهم أكبر وأنضج من أن يسمحوا لحاتم السر أو غيره أن يستغلهم، ولا قدر الله إذا سمحوا لأي كائن من كان باستغلالهم فسيظلون مجرد شعار يرفع لكنه لا يسمن ولا يغني من جوع. http://www.alahramsd.com/ah_news/30232.html 2012/04/26

حاتم السر:ِأنا مؤمن بأن كل مصائب السودان من صنع المؤتمر الوطنى
الاتحاديون سيبقون شوكة حوت فى حلق أعداء الديمقراطية

شن القيادي بالحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل حاتم السر، هجوما عنيفا اليوم على المؤتمر الوطنى متهما اياه بأنه وراء كل الأزمات التى يتعرض لها السودان،مضيفاً:إننى من المؤمنين بان كل مصائب البلاد من صنع المؤتمر الوطنى، وحمله مسؤولية تدهور الأوضاع بالبلاد. 
وقال القيادي الاتحادى الذي  يتولى مهام الناطق الرسمى باسم حزبه فى حوار أجرته معه صحيفة الاهرام اليوم السودانية ان  الحزب الاتحادى الديمقراطى لا يربطه زواج كاثوليكي مع الحكومة على حد وصفه،مشيراً الى أن كل الاحتمالات مفتوحة أمام حزبه على مصراعيها،وملمحاً الى ان كل المعطيات تشير إلى أن قطار المشاركة يوشك أن يدخل محطته النهائية،مؤكداً الى أن الحزب الاتحادي لن يصبر أكثر مما صبر على تجاوزات وممارسات المؤتمر الوطني الاستفزازية.وكشف السر إن علاقات الاتحاديين مع بقية القوى السياسية السودانية الأخرى أفضل بكثير من علاقتهم مع المؤتمر الوطني، وأرجع السبب لوجود ثقة متبادلة ورصيد من العمل المشترك بين الاتحاديين وتلك الأحزاب عدا المؤتمر الوطنى.وقال لن نسمح لمشاركة حزبنا الرمزية في السلطة أن تكون سبباً للتنكر لعلاقاتنا الأصيلة مع القوى السياسية السودانية.وقال السر إن المؤتمر الوطني يستهدف الحزب الاتحادي ويعمل على إضعافه ومسحه من الخارطة السياسية، ولكن أزف لهم البشرى بأن الاتحادي الديمقراطي سيبقى بمثابة (شوكة حوت) في حلق أعداء الديمقراطية، كما سيقف خنجراً في خاصرة أعداء الحرية.
وتطرق الى احداث هجليج قائلا أن عودتها المتوقعة إلى حضن الوطن ليست نهاية المطاف،مشيراً الى أن هناك معارك أخرى غير عسكرية ذات طابع سياسي واقتصادي ودبلوماسي تنتظر السودان،وأضاف أن التعامل معها يتطلب إعمال العقل والفكر وليس العاطفة، وتحتاج إلى الابتعاد عن روح الانتقام وتتطلب السمو فوق الجراح والتغاضي عن التجاوزات،وطالب السر بسرعة التوجه  بصدق نحو تهيئة المناخ الملائم لانطلاقة الحوار والتفاوض الجاد بين الدولتين لحسم كافة القضايا العالقة بينهما، بما يحقق مصالح الشعبين ويؤسس لجوار أخوي وعلاقة متميزة لبلدين كانا بلداً واحداً قبل الانفصال والمفاصلة.
ودافع السر عن لقائه برئيس حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم بلندن قائلا:هم شكاؤنا فى الوطن  نافياً وجود قطيعة بين الحزب الاتحادي وحركة العدل والمساواة،مؤكداً وجود تعاون وتنسيق محكوم بمذكرة تفاهم موقعة بين الطرفين. وفتح السر النار على بعض وسائل الإعلام التى وصفت لقائه برئيس حركة العدل والمساواة بانه مؤامرة على السودان،متهماً إياها بأنها تدور فى فلك المؤتمر الوطنى وتنظر للمسائل بمنظاره.
وأشاد السر بشباب الحزب الاتحادى الديمقراطى وحيا مواقفهم النضالية وإستغرب من بعض القيادات الحزبية التى تنظر الى الشباب على أنهم مجرد (عيال) وأعاب عليهم إتهامهم للشباب بأنهم أدوات يتم تحريكها بواسطة قيادات حزبية أخرى لتصفية حسابات ليسوا طرفاً فيها،وقال:شباب الحزب أكبر وأنضج من أن يسمحوا لأى شخص أن يستغلهم.

 فيما يلى نص الحوار
الناطق الرسمي باسم الاتحادي الأصل حاتم السر في حديث من نار:
أنا من المؤمنين بأن كل مصائب السودان من صنع المؤتمر الوطنى
حوار - محمد الخاتم
 (كنت واثقاً من استعادة هجليج ولكن....) (المشاركة الرمزية لحزبنا لن تكون سبباً للتنكر لعلاقاتنا القديمة مع الأحزاب..)، (شهادتي في تقييم المشاركة مجروحة ولا أعتقد أن مولانا الميرغني سيقبل بوضع مائل كهذا..)، (الاتحادي لن يصبر أكثر على تجاوزات الوطني الاستفزازية وينبغي ألا تكون المشاركة سبباً لتأخير بناء الحزب وتفعيله.. )هذه وغيرها كانت جزءاً من إفادات الناطق الرسمي للاتحادي الأصل حاتم السر في حواره مع (الأهرام اليوم) من مقر إقامته في لندن، فإلى مضابط الحوار:
دعنا نبدأ بهجليج، ما تقييمك لما كان وما سيكون؟
- بالنسبة لي كان متوقعاً أن تعود هجليج إلى حضن الوطن العزيز، وكنت واثقاً من ذلك، ولكنني كنت وما زلت مهموماً بأن هناك معارك أخرى غير عسكرية ذات طابع سياسي واقتصادي ودبلوماسي تنتظر السودان، فماذا نحن فاعلون لها؟ علماً بأن التعامل معها يتطلب إعمال العقل والفكر وليس العاطفة، وتحتاج إلى الابتعاد عن روح الانتقام وتتطلب السمو فوق الجراح والتغاضي عن التجاوزات، والتوجه بصدق نحو تهيئة المناخ الملائم لانطلاقة الحوار والتفاوض الجاد بين الدولتين لحسم كافة القضايا العالقة بينهما، بما يحقق مصالح الشعبين ويؤسس لجوار أخوي وعلاقة متميزة لبلدين كانا بلداً واحداً قبل الانفصال والمفاصلة، التى غرست نيفاشا بذرتها في تربة السودان الواحد الموحد فأحالته إلى دولتين متحاربتين.
بالإشارة للمعارك السياسية التي ذكرتها، أنت هاتفت مؤتمر حزبك بالولايات المتحدة مطلع الشهر الحالي من مقر إقامتك بلندن، وقلت إن مشاركة الاتحادي في الحكومة لن تحول دون السعي لإحداث التغيير، كيف يستقيم أن يسعى حزب لإسقاط حكومة هو جزء منها، أم أي تغيير تقصد؟
- أولاً أنا لم أقل بذلك إطلاقاً وأدعوك لإعادة قراءة نص كلمتي لمؤتمر الحزب بأمريكا لتقف على حقيقة ما قلته، وأنا والحمد لله ما زلت بكامل وعيي ولم أُصب بالزهايمر وأعرف جيداً ماذا أقول وأين ومتى!! وحتى نضع حداً لهذا الجدل أنا قلت حرفياً الآتى: (... وعلينا أن نضع في اعتبارنا حقيقة أن النهوض بحزبنا وإصلاح حاله وتفعيل أدائه أمر ممكن، حتى في ظل قيود المشاركة التي قللت من فاعلية الحزب وشلت حركته، وأدمت وما زالت تدمي قلوب الاتحاديين المخلصين). هذا نص ما قلته، وإذا كان خطأ فإني أقبل بالمحاسبة، وإذا كان مستحيلاً فإني أعتذر عن الشطحات. هذا ما قلته وأكرره عبر صحيفتكم الغراء؛ ينبغي ألا تكون المشاركة سبباً لتأخير بناء الحزب وتفعيله. وبعبارة أخرى أنا قلت ما ظل يردده مولانا السيد الميرغني حينما يسأل عن المشاركة فيقول: التحدي ليس في أمر المشاركة أو عدمها، بل هو في تحقيق الأهداف على مستوى الوطن (الوفاق والسلام)، وعلى مستوى الحزب (التنظيم والتفعيل)، وعليه ينبغي ألا تكون المشاركة حجر عثرة أو عقبة في طريق تحقيق الأهداف المرسومة.
المفارقة أنك أطلقت دعوتك من لندن خلال مخاطبة آخرين من حزبك في الولايات المتحدة، الأمر الذي يجعل تأثير الدعوة بالداخل شبه صفري، ما هو سر بقائك بالخارج واعتزال الوطن؟ أنت متهم بأنك تهرب إلى الأمام؟
- من قال لك إني استهدفت بخطابي جماهير الشعب السّوداني بالداخل؟ خطابي بالدّرجة الأولى موجّه للأشقاء الاتّحاديين المؤتمرين في واشنطون، فإذا تعدّاهم إلى غيرهم عبر الوسائط المتاحة في عالم اليوم الذي قيل إنه أصبح قرية كونية يكون خيراً وبركة، وإذا لم يخرج من واشنطون يكون قد أدى غرضه تماماً. أما سؤالك عن بقائي بالخارج فالإجابة قلتها من قبل وأكررها الآن، أنا موجود بالخارج لارتباطي بمهام أكاديمية تخصني ولست معزولاً عن قضايا الوطن وقضايا الحزب، وأقوم بمهامي الوطنية على أكمل وجه وأتابع ملفات في غاية الأهمية، وعليك أن تعلم أن الشأن السوداني لم يعد محلياً بحتاً وتأثير الخارج عليه أكبر وأخطر من تأثير الداخل. أما بخصوص اتهامك لي باعتزال الوطن والهروب إلى الأمام فبدون أن أسهب في ارتباطي بالوطن، أود أن أؤكد لك أنه بالرغم من الابتعاد عن الأهل والبلد إلا أنني موجود في قلب الأحداث على مستوى الحزب والوطن، ولم تنقطع اتصالاتنا مع كل القطاعات في الحزب، كما أن وجودي بالخارج أتاح لى إنجاز العديد من القضايا المهمة ويعلم بتفاصيلها من يهمه أمرها، وأنا لا أعتزل الوطن ولا أزهد فيه، فالوطن ليس الأرض التي ولد الإنسان فيها فحسب، ولا حتى مكان إقامته وإقامة عشيرته وأهله.. فللوطن معان أخرى أبعد وأعمق من ذلك بكثير لا يمكن التجرد عنها أو التخلي عنها، والحمد لله الإحساس بالوطنية والارتباط بالوطن لم يفارقنا أبداً، فالوطن يعيش في دواخلنا ونحن نخدمه بتجرد ونعشقه بصدق لأن حب الأوطان من الإيمان. وأنا مستعد لأفدي وطني بدمي وروحي لأنك عزيز أنت يا وطني رغم آهات المحن.
التقيت مؤخراً برئيس العدل والمساواة، هل كان الاجتماع بتكليف من قيادة الحزب أم بمبادرة من شخصك؟ وإن كان تكليفاً من القيادة هل هو بغرض التنسيق بين الحزب والحركة؟ أم وساطة من واقع شراكتكم مع المؤتمر الوطني؟ أم ماذا بالضبط ؟
- لقائي مع الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة لم يكن استثناءً، فالرجل على المستوى الشخصي تربطنا معه معرفة قديمة وأواصر صداقة ممتدة، ودائماً نتبادل معه ومع بقية قيادات الحركة اللقاءات، أما على المستوى التنظيمي فلا توجد قطيعة بين الحزب الاتحادي وحركة العدل والمساواة، بل يوجد تعاون وتنسيق محكوم بمذكرة تفاهم موقعة بين الطرفين، وما دار في اللقاء تم إعلانه في حينه، وأنا أستغرب جداً لتناول بعض وسائل الإعلام لهذا اللقاء بصورة سلبية وإظهاره وكأنه مؤامرة ضد البلد، ولكني أعذر وسائل الإعلام التي وقعت في هذا الخطأ بسبب إصرارها على قياس الأمور بمقياس المؤتمر الوطني، والنظر للقضايا بمنظاره، ولذلك كان طبيعياً أن تقع في خطأ التحليل. أؤكد لك أننا نحن حزب مستقل ومنفصل عن المؤتمر الوطني، ولا يجمعنا به إلا ما يجمعنا ببقية القوى السياسية السودانية الاخرى، وهو العمل من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والوفاق الوطني الشامل. لعلي لا أبالغ إذا قلت لك إن علاقات حزبنا الثنائية مع بقية القوى السياسية السودانية الأخرى أفضل بكثير من علاقتنا مع المؤتمر الوطني، والسبب في ذلك يعود لوجود تفاهم وثقة متبادلة ورصيد من العمل المشترك بين حزبنا وتلك الأحزاب، وبالمقابل رصيد من عدم الثقة مع المؤتمر الوطني. ولذلك فإننا كاتحاديين نحرص على التعامل والتنسيق مع كافة الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي السوداني، فهم شركاؤنا في الوطن وكانوا حلفاءنا حتى الأمس القريب، ولن نسمح لمشاركة حزبنا الرمزية في السلطة أن تكون سبباً للتنكر لعلاقاتنا القديمة مع القوى السياسية السودانية، التي تعرف حقيقة علاقتنا مع المؤتمر الوطني وطبيعتها، ولا أتصور وجود اتحادي ديمقراطي عاقل يفكر بهذه الطريقة الانعزالية التي تتنافى مع طبيعة حزبنا المنفتحة على الجميع. باختصار شديد إذا كان المؤتمر الوطني منتظراً من حزبنا أن يفرح لفرحه ويغضب لغضبه ويصالح عندما يصالح هو ويخاصم عندما يخاصم هو فإنه يكون على خطأ كبير، وفي هذه الحالة ندعوه لإعادة حساباته.
ماذا عن وضعية حسنين وهجو بالحزب، وهل تجد تشابهاً بينك وبينهما من حيث وضعيتكم في الحزب كمشاغبين ومتمردين على خطه السياسي كلٌّ على طريقته؟
- هذه قيادات حزبية كبيرة ورموز وطنية لا يصح وصفهم بالمشاغبين أو المتمردين، تتفق أو تختلف معهم فإنهم يناضلون ويضحون من أجل إعادة الديمقراطية الحقيقية للبلاد، ويقاومون بكل السبل المتاحة الظلم والانتهاك والقهر.يجمعنا بهم العمل من أجل نهضة وعزة وكرامة هذا الوطن العزيز ويفرقنا رغم أن لكلٍ طريقته الخاصة ومنهجه الخاص كما قلت أنت، بمعنى أننا نتفق في الأهداف ولكننا نختلف في الوسائل. أنا على قناعة تامة أن وحدة الهدف كفيلة بتذويب اختلاف الوسيلة طال الزمن أم قصر، وعموماً أنا لا أخرج عن التنظيم ولا أتفلت عن الالتزام الحزبي ولا أتنكّر للمبادئ، وتحركاتي من أجل الوطن والمواطن محكومة بالالتزام بالموجهات الحزبية ووفقاً للصلاحيات المعلومة.
طالبت خلال مخاطبتك لمؤتمر حزبكم بالولايات المتحدة جماهير الاتحادي بأن لا تجرد القيادات الداعمة لخيار المشاركة من وطنيتها، هل تعني أن قرار المشاركة ينم عن حس وطني؟
- أرجوك يا أستاذ لا تجرجرني إلى متاهات لا أريد الدخول فيها.أنا ما عنيته بحديثي كان واضحاً ولا يحتاج إلى شرح أو تفسير، وأكرر أن صكوك الوطنية ليست بيد الرافضين للمشاركة وأنا واحد منهم لنقوم بتوزيعها على من نشاء.كل الذي قلته هو أن يبتعد الأشقاء بأمريكا عند مناقشة قضية المشاركة من الغرق في (شبر موية فلان وطني وفلان خائن وفلان حزبي وفلان غواصة)، حتى يتفرغوا تماماً لبحث القضية بحثاً موضوعياً ويخرجوا بمقترحات عملية، والحمد لله هذا ما تم فعلاً حسب ما نقل إلينا وطالعناه في البيان الختامي للمؤتمر الناجح.
الآن بعد مرور ما يقارب الخمسة أشهر ما تقييمك لمشاركة حزبك في الحكومة، هل ثمة فعل إيجابي تجاه أحوال البلاد والعباد باعتبارهما الحجة في دخول الحكومة؟
- أنا أعتقد أن الفترة التي مضت منذ المشاركة حتى اليوم كافية جداً لإجراء عملية تقييم وتقويم بطريقة هادئة لعملية المشاركة ومعرفة حصيلتها النهائية، وهذه مهمة لا يقوم بها فرد واحد مهما كانت مكانته وإنما تحتاج لفريق عمل متخصص.أمّا بشأن تقييمي الشخصي للمشاركة فلا أريد أن أقول شيئاً في هذه اللحظات لأن شهادتي في المشاركة مجروحة ورأيي حولها معروف، أنا مع التقييم المؤسسي للعملية.
سبق أن قلت إن الاتحادي سيقفز من قطار السلطة عاجلاً أو آجلاً، والآن هناك همس في الدوائر الاتحادية عن خطوة كهذه فما حقيقته، وهل ناقشت الأمر مع الميرغني؟
- معلوم أن حزبنا لا يربطه زواج كاثوليكي مع الحكومة ولذلك تبقى الاحتمالات مفتوحة أمامه على مصراعيها.كل المعطيات تشير إلى أن قطار المشاركة يوشك أن يدخل محطته النهائية والأسباب كثيرة بعضها معلوم بالضرورة ولا يحتاج لدرس عصر، والبعض الآخر مدون في دفاتر لجان الحزب المختصة، ولا أظن أن الحزب الاتحادي سيصبر أكثر مما صبر على تجاوزات وممارسات المؤتمر الوطني الاستفزازية تجاهه، والتي يجسد أبرز عناوينها: استغلال المؤتمر الوطني لمشاركة الاتحادي معه في السلطة واستخدامها ذريعة لتوسيع الخلافات وسط الاتحاديين، وتشويه صورتهم، وإحباط قواعدهم، والعمل على استقطاب كوادر حزبنا للانضمام لصفوفه من خلال عمليات الإغراء بالسلطة والثروة، ودعم وتمكين خصوم الحزب، وتهميش الاتحاديين. لا أعتقد أن مولانا الميرغني سيقبل بوضع مائل كهذا ولن يقبل بتقزيم حزب يقوده ويتزعمه، ولن يقبل بمنهجية التعامل معه بلا أخلاقيات وبعيداً عن القيم.
الملاحظ ابتعادك عن الإعلام وإمساكك عن التصريحات طيلة الفترة التي أعقبت مشاركة حزبكم في الحكومة، رغماً عن كونك الناطق الرسمي، لتعقب ذلك الصمت بالحديث المتواتر عن القفز من قطار السلطة؟
- سكوتي طيلة الفترة الماضية كان تحاشياً مني للمساهمة ولو بالقليل في صب المزيد من زيت الرفض على نار المشاركة المشتعلة أصلاً في الحزب من أقصاه إلى أدناه.وخروجي من الصمت كان للتضامن مع الأشقاء والمساهمة معهم في حماية حزب الحركة الوطنية من عمليات الاستهداف السياسي والقصف الإعلامي المنظم، التي ظل يتعرض لها مؤخراً من دوائر سياسية معروفة بعدائها لحزبنا، وقد طال قصفهم العشوائي وأصاب حتى بعض الاتحاديين المشاركين في الحكومة، ولم يكن ذلك مستغرباً لأن الأصل عند المؤتمر الوطني هو استهداف الحزب الاتحادي والعمل على إضعافه ومسحه من الخارطة السياسية، أو في أحسن الحالات العمل على تذويبه في المؤتمر الوطني والشواهد على ذلك كثيرة. أنا شخصياً من المؤمنين بأن كل المصائب التي حلت بالأحزاب ولحقت بالبلاد من صنع المؤتمر الوطني، ولكن أزف لهم البشرى بأن الاتحادي الديمقراطي سيبقى بمثابة (شوكة حوت) في حلق أعداء الديمقراطية، كما سيقف خنجراً في خاصرة أعداء الحرية.
ولكنك متهم من قبل بعض القيادات بحزبك بأنك تمارس سياسة الاستقطاب للشباب، وتحرضهم للتمرد على القيادة الحالية بسبب موافقتها على المشاركة في الحكومة؟
- أنا أتشرف بالتواصل المستمر مع شريحة الشباب بالحزب، وأحرص على العلاقة الجيدة معهم، وأستخدم من أجل تحقيق هذا الهدف كل وسائط الاتصال المتاحة خاصة الإلكترونية، كما أحرص جداً على التشاور معهم وتبادل وجهات النظر حول مجريات الأمور الحزبية والوطنية، منطلقاً في ذلك من واقع تجربتي الشخصية معهم، فقد كانت بحق تجربة ثرية وشراكة ذكية إبان الانتخابات الأخيرة، حيث لم أجد غيرهم في الساحة فتصدوا لحمل المسؤولية وأدوها على خير وجه وآزروني عندما خذلني من يسمون أنفسهم بالكبار، ورغم كل ما يربطني بشريحة الشباب إلا أنني لا أملك القدرة على تحريكهم وتحريضهم كما يدعي ويزعم البعض، وخطأ كبير جداً أن تتصور هذه القيادات أن شباب الحزب عبارة عن شوية (عيال) يقوم حاتم السر بتحريكهم، فهم أكبر وأنضج من أن يسمحوا لحاتم السر أو غيره أن يستغلهم، ولا قدر الله إذا سمحوا لأي كائن من كان باستغلالهم فسيظلون مجرد شعار يرفع لكنه لا يسمن ولا يغني من جوع
2012/04/26